أهل القرآن.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تحفيظ القرآن وتعلم أحكامه ونشر التوحيد.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولكتب فلاشية
مرحبا بكم في منتدى أهل القرآن لـتحفيظ القرآن وتعلم أحكامه ونشر التوحيد.

 

  الْقَصِيدَةُالشَّمَقْمَقِيَّةُ لابْنِ وَنَّانَ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوعبدالرحمان

أبوعبدالرحمان


عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 04/09/2014

 الْقَصِيدَةُالشَّمَقْمَقِيَّةُ لابْنِ وَنَّانَ Empty
مُساهمةموضوع: الْقَصِيدَةُالشَّمَقْمَقِيَّةُ لابْنِ وَنَّانَ    الْقَصِيدَةُالشَّمَقْمَقِيَّةُ لابْنِ وَنَّانَ Emptyالخميس سبتمبر 04, 2014 5:19 pm

الْقَصِيدَةُالشَّمَقْمَقِيَّةُ
لابْنِ وَنَّانَ

قال أحمد بن محمد الحميري المعروف بابن الونان (ت:1187هـ) :

مَهْلاً على رِسْلِكَ حَادِي الأَيْنُـقِ وَلا تُكَلِّفْهَـا بِمَـا لـمْ تُـطِـقِ
فطَالَمَـا كَلَّفْتَـهَـا وسُقْتَـهَـا سَوْقَ فَتًى مِنْ حَالِهَا لـمْ يُشْفِـقِ
وَلَمْ تَزَلْ تَرْمِي بِهَا أيْدِي النَّـوَىبِكُـلِّ فَـجٍّ وَفَـلاةٍ سَمْـلَـقِ
وَمَا ائْتَلَتْ تَـذْرَعُ كُـلَّ فدْفَـدٍأذْرُعُهَـا وَكُـلَّ قَـاعٍ فَــرَقِ
وَكَـلَّ أَبْطَـحٍ وأجْـرَعٍ وَجِـزْعٍ وَصَرِيمَـةٍ وكُــلَّ أبــرَقِ
مَجَاهِـلٌ تَحَـارُ فِيهِـنَّ القَطَـالا دِمْنَةً لا رَسْـمَ دَارٍ قَـدْ بَقِـي
لَيْسَ بها غَيْـرُ السَّوَافِـي والحَـوَاصِبِ الحَرَاجِيـجِ وكُـلُّ زِحْلِـقِ
وَالْمَرْخِ وَالعَفَارِ والعِضَـاهِ والْــبِشامِ والأَثْلِ ونَبْـتِ الخَرْبَـقِ
والرِّمْثِ والخُلَّةِ والسَّعْدَانِ والثْـثَغْرِ وشَـرْيٍ وَسَنـاً وَسَمْسَـقِ
وَعُشَـرٍ ونَـشَـمٍ وإِسْـحِـلٍمَـعَ ثُمَـامٍ وبَـهَـارٍ مُـونِـقِ
والسِّمْعِ واليَعْقُوبِ والقِشَّةِ والسْـسَيِّدِ وَالسَّبَنْتَى والقَطَـا وجَـورَقِ
واللَّيْلِ والنَّهَـارِ والرِّئْـالِ والْــهَيْثَمِ مَـعْ عِكْرِمَـةٍ وخِرْنِـقِ
وَلَمْ تَزَلْ تَقْطَعُ جِلْبَـابَ الدُّجَـابِجَلَمِ الأَيْـدِي وسَيْـفِ العُنُـقِ
فما اسْتَرَاحَتْ منْ عُبُـورِ جَعْفَـرٍومِـنْ صُعُـودٍ بصَعِيـدٍ زَلَــقِ
إلاَّ وفي خَضْخَاضِ دَمْـعِ عَيْنِهَـاخَاضَتْ وَغَابَتْ بسَـرَابٍ مُطْبِـقِ
كأنَّمـا رَقْرَاقُـهُ بَحْـرٌ طَـمَـاوالنُّوقُ أمْـوَاجٌ عَلَيْـهِ تَرْتَقـي
وكـلُّ هَـوْدَجٍ علـى أَقْتَابِهَـامِثْـلُ سَفِيـنٍ مَـاخِـرٍ أوْ زَوْرَقِ
مَرَّتْ بها هُوجُ الرِّيَاحِ فَهْـيَ فـيتَفَـرُّقٍ حِينـاً وَحِينـاً تَلْتَـقِـي
وكَمْ بِسَوْطِ البَغْيِ سُقْتَ سُوقَهَـاسَوْقَ المُعَنِّـفِ الَّـذِي لـمْ يَتَّـقِ
حتَّى غَدَتْ خُوصاً عِجَافاً ضُمَّـراًأعْنَاقُها تَشْكُـو طَوِيـلَ العَنَـقِ
مَرْثُومَةَ الأَيْدِي شَكَتْ فَرْطَ الوَجَالكنَّهَـا تَشْكُـو لِغَيْـرِ مُشْفِـقِ
قدْ ذَهَبَتْ منهـا المَحَاسِـنُ بِـإِدْمَـانِ السُّـرَى وقِلَّـةِ التَّرَفُّـقِ
كأنَّها لـمْ تَـكُ قبـلُ انْتُخِبَـتْمنْ كُـلِّ قَـرْوَاءَ رَقُـوبٍ فُنُـقِ
دَوْسَرَةٍ هَوْجَاءَ وَجْنَـا مـا بِهَـامِنْ نَقَبٍ ومـنْ وَجًـى وسَلَـقِ
منْ بَعْدِ مَا كَانَتْ هُنَيْـدَةً غَـدَتْأكْثَـرَ مـنْ ذَوْدٍ ودُونَ شَـنَـقِ
فـإنْ تَمَادَيْـتَ علـى إِتْعَابِهَـاولـمْ تَكُـنْ مُنْتَهِيـاً عـنْ رَهَـقِ
فَسَوْفَ تَعْـرُوكَ علـى إِتْلافِهَـانَدَامَـةُ الكُسْعِـيِّ والـفَـرَزْدَقِ
وكُنْتَ قدْ عُوِّضْتَ عنْ أخْفَافِهَـاخُفَّـيْ حُنَيْـنٍ ظَافـراً بالأَنَـقِ
لأنْتَ أظْلَـمُ مـن ابـنِ ظَالِـمٍإنْ كُنْتَ مِنْ بَعْدُ بِهَـا لـمْ تَرْفُـقِ
رِفْقاً بها قدْ بَلَـغَ السَّيْـلُ الزُّبَـاواتَّسَـعَ الخَـرْقُ علـى المُرَتِّـقِ
وَهَـبْ لأَيْدِيهِـنَّ أيْـداً وَلَهَـامَتْناً مَتِيناً ما خَـلا عـنْ مَصْـدَقِ
فَمَا لِظَعْـنٍ حَمَلَـتْ مـنْ مَـرَّةٍبِظَعَـنٍ أَوْدَى بهـا فـي الغَسَـقِ
أَسَـأْتَ لِلْغِيْـدِ ولِلنَّـوْقِ وَلِـيإِسَـاءَةً بتَوْبَـةٍ لــمْ تُمْـحَـقِ
لوْ لمْ يَكُنْ بِحُبِّ حِلْـمِ أحْنَـفٍوَالمُنْقَـرِيِّ قَلْـبِـي ذا تَعَـلُّـقِ
حَمَلْتُ رَأْسَكَ على شَبَـا القَنَـامُرَوِّعـاً بِـهِ حُـدَاةَ الأَيْـنُـقِ
فَسُـقْ فـلا نَعِـمَ عَوْفُـكَ ولاأَمِـنَ خَـوْفُـكَ ولا تَدْرَنْـفِـقِ
ودَعْ يَسُوقُ بعْضُها بَعْضـاً فقـدْدَنَـا وُلُوجُوهَـا بِوَعـرٍ ضَيِّـقِ
ولتَتَّخِذْنِـي رَائِــداً فَإِنَّـنِـيذُو خِبْـرَةٍ بمُبْهَمَـاتِ الـطُـرُقِ
إنْ غَرِثَـتْ عَلَّفْتُهَـا وَلَـوْ بِمَـاجَمَعْتُـهُ مـنْ ذَهَــبٍ ووَرِقِ
أوْ صَدِيَتْ أوْرَدْتُها مـنْ أَدْمُعِـينَهْـرَ الأُبُلَّـةِ ونَـهْـرَ جِـلَّـقِ
رِفْقـاً بهـا شَفِيعُهـا هَــوَادِجٌغَدَتْ سَمَاءَ كُلِّ بَـدْرٍ مُشْـرِقِ
منْ كُلِّ غَيْـدَاءَ عَـرُوبٍ بَضَّـةٍرُعْبُوبَـةٍ عَيْطَـاءَ ذَاتِ رَوْنَــقِ
خَرِيـدَةٍ مَـسُـوَدَةٍ رَقْـرَاقَـةٍوَهْنَـانَـةٍ بَهْنَـانَـةِ المُعْتَـنَـقِ
تَسْبِي بثَغْـرٍ أَشْنَـبٍ وَمَرْشَـفٍقد ارْتَوَى مـنْ قَرْقَـفٍ مُعَتَّـقِ
ونَاعِـمٍ مُهَيْـكَـلٍ وفَـاحِـمٍمُرَجَّـلٍ وحَـاجِـبٍ مُـرَقَّـقِ
وَعَقِـبٍ مُحَجَّـلٍ وَمِعْـصَـمٍمُـسَـوَّرٍ وعُـنُـقٍ مُـطَـوَّقِ
ومُقْلَةٍ تَرْمِـي بقَـوْسِ حَاجِـبٍلاحِظَهَـا بسَهْمِـهَـا المُـفَـوَّقِ
تمْنَـعُ مَـسَّ ثَوْبِهَـا لجِسْمِـهَـاثلاثةٌ مِثْلُ الأثَافِـي فـي الرُّقِـي
حُقَّانِ منْ عَـاجٍ وقَعْـبُ فِضَّـةٍمـنْ ظاهـرٍ وباطـنٍ كالشَّفَـقِ
وزادَ مِسْكُ الخَـالِ وَرْدَ خَدِّهَـاحُسْناً وقـدْ عَـمَّ بطِيـبٍ عَبِـقِ
وَقَبَّلَـتْ أقْدَامَـهَـا ذَوَائِــبٌسُودٌ كَقَلْبِ العاشـقِ المُحْتَـرِقِ
وقُلْ لِرَبَّـاتِ الهَـوَادِجِ انْجَلِـينَ آمِنَـاتٍ مـنْ فَـزَعٍ وفَـرَقِ
فإنَّنِـي أَشْجَـعُ مِـنْ رَبيـعَـةٍحَامِي الظَّعِينَةِ لدَى وقتِ اللُّقِـي
ورُبَّمـا يَبْـدُو إذا بَـرَزْنَ لِـيرِئْـمٌ إليهـا طـارَ فـي تَشَـوُّقِ
لُبْنَى ومـا أَدْرَاكَ مـا لُبْنَـى بهـاعُرِفْـتُ صَبًّـا مُغْرَمـاً ذا قَلَـقِ
ولا يَزَالُ فـي رِيَـاضِ حُسْنِهَـايَسْرَحُ فِكْـرُهُ ويجـولُ رَمَقِـي
ولا تَسَلْ عَمَّا أَبُثُّ مـنْ جَـوًىوما تُرِيقُ مـنْ دُمـوعٍ حَدَقِـي
يومَ اشْتَكَى كلٌّ بِمَـا فـي قَلْبِـهِلِحِبِّـهِ بطَرْفِـهِ بـمـا لَـقِـي
ما عُذْرُ مَنْ يشْكُو الجَوَى لمَنْ جَفَاوَهْـوَ لِدَمْـعِ جَفْنِـهِ لـمْ يُـرِقِ
آهٍ علـى ذِكْـرِ لَيَـالٍ سَلَفَـتْلـي مَعَهَـا كَالْبَـارِقِ المُؤْتَـلِـقِ
كمْ أوْدَعَتْ في مُقْلَتِي منْ سَهَـرٍوأضْرَمَتْ في مُهْجَتِي منْ حَـرَقِ
في مَعْهَـدٍ كُنَّـا بـهِ كَنَخْلَتَـيْحُلْوَانَ في وَصْـلٍ بـلا تَفَـرُّقِ
نِلْنَا بهِ مـا نَشْتَهِـي مـنْ لَـذَّةٍوَدَعَةٍ فـي ظِـلِّ عيـشٍ دَغْفَـقِ
أَزْمَانَ كانَ السَّعْدُ لـي مُسَاعِـداًومُقْلَـةُ الرَّقِيـبِ ذاتُ بَـخَـقِ
واليومَ قـدْ صـارَ سَـلامُ عَـزَّةٍيَقْنَعُ مِـنْ لُبْنَـى إذا مَـا نَلْتَـقِ
واللَّهِ لوْ حَلَّـتْ دِيَـارَ قَوْمِهَـاواحْتَجَبَتْ عنِّـي بَبَـابٍ مُغْلَـقِ
لَزُرْتُهَا واللَّيْـلُ جَـوْنٌ حالِـكٌوجَفْنُهَـا لـمْ يَكْتَحِـلْ بِــأَرَقِ
مَعِـي ثلاثـةٌ تَقِـي صَاحِبَـهـاما لمْ تَكُـنْ نُـونُ الوقايَـةِ تَقِـي
سيفٌ كَصَمْصَامَـةِ عَمْـرٍو بَاتِـرٌلا يُـتَّـقَـى بِـيَـلَـبٍ وَدَرَقِ
وبينَ جَنْبَـيَّ فُـؤَادُ ابـنِ أَبِـيصُفْرَةَ قاطـعُ قَـرَا ابـنِ الأَزْرَقِ
وفَـرَسٌ كَلاحِـقٍ أوْ دَاحِــسٍيومَ الرِّهَـانِ شَـأْوُهُ لـمْ يُلْحَـقِ
تَقْدَحُ نيـرانَ الحُبَاحِـبِ حَـوَافِـرُهُ عنـدَ خَـبَـبٍ وَطَـلَـقِ
كالرِّيحِ في هُبُوبِهِ والسِّمْـعِ فـيوُثُوبِـهِ وكالمَهَـى فـي فَـشَـقِ
بهِ أَجُوسُ فـي خِـلالِ دُورِهَـاوأَنْثَنِـي كَالْـبَـارِقِ المُؤْتَـلِـقِ
فإنْ تَكُ الزَّبَّـاءُ خَلَّـتْ قَصْرَهَـاوكَقَصِيـرٍ سُقْتُـهَـا لِلنَّـفَـقِ
ومَـنْ حَمَاهَـا كَكُلَيْـبٍ فَلَـهُجَسَّاسُ رُمْـحٍ رَاصِـدٍ بالطُّـرُقِ
لا بُدَّ لـي منهـا وإنْ تَحَصَّنَـتْبالأَبْلَـقِ الـفَـرْدِ وبالخَـوَرْنَـقِ
لا بُدَّ لي منهـا وإنْ عَثَـرْتُ فـيذَيْلِ الحُسَـامِ والسِّنَـانِ الأزْرَقِ
فإنْ ظَفَرْتُ بالمُنَـى مـنْ قُرْبِهَـابَالَغْتُ في صِيَانَةِ العِـرْضِ النَّقِـي
وإنْ بَقِيتُ مثلَ مـا كُنْـتُ فَـلازِلْتُ بغيضَ مَضْجَعِـي ونُمْرُقِـي
أَشُنُّ كـلَّ غَـارةٍ شَعْـوَا علـىمَنْ يَحْمِهَا فـي مِقْنَـبٍ وفَيْلَـقِ
وفي خَمِيسٍ مـنْ خِيَـارِ يَعْـرُبٍذَوِي رِمَـاحٍ وخُيُـولٍ سُـبُـقِ
منْ أُسْرَتِـي بنـي مُلُـوكٍ فَهُـمْأَطْوَعُ لي منْ سَاعِـدِي ومِرْفَقِـي
سَلِ ابـنَ خَلْـدُونَ عَلَيْنَـا فَلَنَـابِيَمَـنٍ مَـآثِـرٌ لــمْ تُمْـحَـقِ
وَسَلْ سُلَيْمَانَ الكُلاعِيَّ كَـمْ لنـامـنْ خَبَـرٍ بخَيْبَـرٍ والخـنـدَقِ
ويـومَ بَـدْرٍ وحُنَيْـنٍ وتَـبُـوكَ والسَّوِيـقِ وبَنِـي المُصْطَلِـقِ
بهمْ فَخَـرْتُ ثـمَّ زِدْتُ مفْخَـراًبأَدَبِي الغَـضِّ وحُسْـنِ مَنْطِقِـي
وزانَ عِلْمِي أَدَبِـي فلـنْ تَـرَىمَـنْ شِعْـرُهُ كشِعْـرِيَ المُنَمَّـقِ
فإنْ مَدَحْـتُ فمَدِيحِـي يُشْتَفَـىبـهِ كَمِثْـلِ العَسَـلِ الـمُـرَوَّقِ
وإنْ هَجَوْتُ فهُجَـايَ كالشَّجَـايَقِفُ فِي الحَلْقِ كمِثْـلِ الشَّـرَقِ
فإنْ يَكُ الشِّعْرُ عَصَا غَيْرِي فقـدْأَطَاعَنِـي فـي عَيْهَـقٍ وحَـنَـقِ
وإنْ يكُنْ سيفـاً مُحَلًّـى فَلَقَـدْأبْلَـى نِجَـادَهُ عِنَـاقُ عُـنُـقِ
وإنْ يكُنْ بُرْداً فقدْ صِـرْتُ بـهِمُعْتَجِـرًا دُونَ جميـعِ الـسُّـوَقِ
وإنْ يكُـنْ حَدِيـقَـةً فطَالَـمَـانَزَّهْتُ فيهـا خَاطِـرِي وحَـدَقِ
وإنْ يكُنْ بَحْراً فقدْ غُصْتُ علـىجَوْهَرِهِ وكُنْـتُ نِعْـمَ المُنْتَقِـي
وإنْ يكُنْ تَاجـاً فقـدْ زادَ سَنـاًجَوْهَرُهُ مُذْ حَلَّ فـوقَ مَفْرِقِـي
وهلْ أنا إلاَّ ابـنُ وَنَّـانَ الـذيقَرَّبَـهُ كَـمْ مـنْ أميـرٍ مُرْتَـقِ
أَحَقُّ مَنْ حُلِّيَ بِالأُسْتَـاذِ وَالـشْشَيْـخِ الفقيـهِ العالـمِ المُحَقِّـقِ
وبالمُحَـدِّثِ الشَّهِـيـرِ والأَدِيــبِ والمُجِيـدِ والبليـغِ المُفْلِـقِ
وأَعْلَـمُ النَّـاسِ بـدُونِ مَرِيَّـةٍسِيَّانِ مَنْ فـي مَغْـرِبٍ ومَشْـرِقِ
بالشِّعْرِ والتاريخِ والأمثـالِ والْــأَنْسَابِ والآثارِ سَـلْ تُصَـدِّقِ
فبَشِّـرَنْ ذاكَ الحَسُـودَ أنَّــهُيَظْفَرُ في بَحْـرِ الهِجَـا بالغَـرَقِ
وقُلْ لهُ إذا اشْتَكَى مـنْ دَنَـسٍأنتَ الذي سَلَكْتَ نَهْـجَ الزَّلَـقِ
وَفُقْتَ في الجُرْأَةِ خَاصِـي أَسَـدٍفَمُتْ بِغَيْظِـكَ وبالرِّيـقِ اشْـرَقِ
وما الذي دَعَاكَ يَـا خَـبَّ إلـىذي الأُفْعُوَانِ ذي اللِّسَانِ الفَـرَقِ
نَطَقْتَ بالزُّورِ أمَـا كُنْـتَ تَعِـيأَنَّ الْبَـلا مُـوَكَّـلٌ بالمَنْـطِـقِ
ولمْ تَخَفْ منْ شاعرٍ مهْمَا انْتَضَـىسيفَ الهِجَا فَرَى حبَـالَ العُنُـقِ
يا صَاحِ سَلِّمْ للوَرَى تَسْلَـمْ ولاتَسُمْ فصيحَ النُّطْـقِ بالتَّمَشْـدُقِ
فذاكَ خيرٌ لـكَ واسْتَمِـعْ إلـىنُصْحِ الحَكِيـمِ المَاهِـرِ المُحَقِّـقِ
وكُنْ مُهَـذَّبَ الطِّبَـاعِ حَافِظـاًلـحِـكَـمٍ وَأَدَبٍ مُـفْـتَـرِقِ
وعَاشِـرِ النـاسَ بحُسْـنِ خُلُـقٍتُحْمَـدْ عليـهِ زمـنَ التَّفَـرُّقِ
ولا تُصَاحِبْ مَنْ يَـرَى لنَفْسِـهِفَضْلاً بلا فَضْـلٍ وغيـرَ المُتَّقِـي
وكلُّ مَنْ ليسَ لـهُ عليـكَ مِـنْفضـلٍ فـلا تُطْمِعْـهُ بالتَّمَلُّـقِ
وفَوِّقَـنْ سَهْـمَ النُّمَيْـرِيِّ لِمَـنْلِطُـرُقِ العَلْيَـاءِ لــمْ يُـوَفَّـقِ
وافْعَلْ بمَنْ تَرْتَابُ منهُ مثلَ فِـعْــلِ المُتَلَمِّـسِ اللَّبِيـبِ الحَـذِقِ
أَلْقَـى الصَّحِيفَـةَ بنَهْـرِ حِيـرَةٍوقالَ يا ابنَ هِنْدٍ ارْعُـدْ وَابْـرُقِ
ولا تَعِدْ بوَعْـدِ عُرْقُـوبٍ أخـاًوَفِـهْ وَفَـا سَمَـوْءَلٍ بالأبْلَـقِ
شَحَّ بأدْرُعِ امْرِئِ القَيْـسِ وقـدْتَـرَكَ نَجْلَـهُ غَسِيـلَ العَـلَـقِ
ومثـلَ جَــارٍ لأبــي دُؤَادٍ لاتَطْمَعْ بهِ إنْ لـمْ تَكُـنْ بالأحمَـقِ
واحْمَدْ جليساً لا تخـافُ شَـرَّهُوكابنِ شَوْرٍ لَنْ تَرَى منْ مُطْـرِقِ
ونمْ كَنَوْمِ الفهدِ أوْ عَبُّـودَ عـنْعيبِ الورى والظَـنِّ لا تُحَقِّـقِ
وَلْتَكُ أبصرَ من الهُدْهُـدِ والـزَّرْقـا بعيـبِ نَفْسِـكَ المُحَـقِّـقِ
وكُـنْ كمثـلِ وَاسِطِـيٍّ غَفْلَـةًعنْ شَتْمِ ضَارِعٍ وعَتْـبِ سُقُـقِ
وكُنْ نَدِيمَ الفَرْقَدَيْـنِ تَنْـجُ مـنْمُنَقِّـصٍ ومـنْ طُـرُوِّ الـرَّنَـقِ
واعْدُ على رِجْلَيْ سُلَيْـكٍ هاربـاًمنْ قُرْبِ كـلِّ خُنْبُـقٍ وسَهْـوَقِ
وكُنْ كعقربٍ وضَبٍّ مـعَ مَـنْعليـكَ قَلْبُـهُ امْتَـلا بالحَـنَـقِ
ثُمَّتَ لا تَعْجَلْ وكُنْ أبْطَـأَ مـنْغُرَابِ نُوحٍ أوْ كَفِنْـدِ المُوسِقِـي
مَضَى لنـارٍ طالبـاً وبعْـدَ عَـامٍ جَابَهَـا يَسُـبُّ فَـرْطَ القلَـقِ
وخُذْ بِثَارِكَ وكُـنْ كَمَـنْ أَتَـىبالجيشِ خَلْـفَ شَجَـرٍ ذي وَرَقِ
وانْتَهِزِ الفُرْصَـةَ مثـلَ بَيْهَـسٍوبالمُـدَى لحـمَ العُـدَاةِ شَـرِّقِ
وَكَابْنِ قَيْسٍ بِهِـمْ كُـنْ مُولِمـاًوَلِيـمَـةً شهـيـرةً كالفَـلَـقِ
يـومَ مِلاكِـهِ بــأُمِّ فَــرْوَةٍعَرْقَبَ كُـلَّ ذَاتِ أَرْبَـعٍ لَقِـي
ولا تَـدَعْ وإنْ قَـدَرْتَ حيلَـةًفَهْيَ أَجَـلُّ عَسْكَـرٍ مُدَهْـرِقِ
إنْ كانَ في سَفْكِ دمِ العِدَا الشِّفَـاسَفْكُ دمِ البَـرِيءِ غَيْـرُ أَلْيَـقِ
ولا تُؤَيِّـسْ طَامِعـاً فـي رُتْبَـةٍلنَيْلِهَـا نَظِـيـرُهُ لــمْ يَـرْتَـقِ
ولا تُحَارِبْ ساقطَ القَـدْرِ فكـمْمِنْ شِهَـةٍ قـدْ غُلِبَـتْ بِبَيْـذَقِ
وكمْ حُبَارَى أَمَّهَـا صقْـرٌ فلـمْيَظْفَـرْ بغَيْـرِ حَتْفِـهِ بـالـزَّرَقِ
وكـمْ عُيـونٌ لأُسُـودٍ دَمِيَـتْبالعَضِّ مـنْ بَعُوضِهَـا المُلْتَصِـقِ
فالزَّرْدُ يومَ الغَارِ لـمْ يَثْبُـتْ لَـهُفَضْلٌ وكانَ الفَضْـلُ لِلْخَدَرْنَـقِ
وقَوْسُ حَاجِـبٍ بِرَهْنِهَـا لـدىكِسْرَى اطْمَأَنَّ قلْبُـهُ مِمَّـا لَقِـي
والخُلْدُ قـدْ مَـزَّقَ أقْـوَامَ سَبَـاوَهَـدَّ سَـدًّا مُحْكَـمَ التَّـأَنُّـقِ
ولا تُنَقِّـصْ أحَــداً فكُلُّـنَـامنْ رَجُـلٍ وأَصْلُنَـا مـنْ عَلَـقِ
لا تُلْـزِمِ المـرءَ عُيُـوبَ أصْلِـهِفالمِسْـكُ أصْلُـهُ دَمٌ فـي العُنُـقِ
والخمرُ مَهْمَـا طَهُـرَتْ فبَيْنَهَـاوبيـنَ أصْلِهَـا بحُكْـمٍ فَــرِّقِ
ولا تَبِـعْ عِرْضَـكَ بَيْعَـةَ أَبِـيغَبْشَانَ بَيْـعَ الغَبْـنِ والتَّبَلْصُـقِ
بـاعَ السِّدَانَـةَ قُصِيّـاً آخِـذاًعِوَضَهَـا نِحْيـاً مِـنِ اُمِّ زِنْبَـقِ
ولا تَكُـنْ كأَشْعَـبَ فرُبَّـمَـاتَلْحَـقُ يَوْمـاً وَافِـدَ المُحَـرِّقِ
ولا تَكُنْ كـوَاوِ عمْـرٍو زَائِـداًفي القومِ أوْ كمِثْلِ نُـونٍ مُلْحَـقِ
لا تَغْشَ دَارَ الظُّلْمِ واعْلَـمْ انَّهـاأَخْرَبُ منْ جَوْفِ حِمَـارٍ خَلَـقِ
لا تَرْجُوَنْ صَفْـواً بغيـرِ كَـدَرٍفـذا لعَمْـرِ اللَّـهِ لـمْ يَتَّـفِـقِ
لا تَكْتُـمِ الحـقَّ وقُلْـهُ مُعْلِنـاًفَهْوَ جَمَالُ صَوْتِـكَ الصَّهْصَلِـقِ
وَصِحْ بـهِ شِبْـهَ شَبِيـبٍ وأبـيعُـرْوَةَ والعَبَّـاسِ عنـدَ الزَّعَـقِ
لا تَأْمَـنِ الدهـرَ الخَئُـونَ إنَّـهُأَرْشَقُ نَبْـلاً مـنْ رُمَـاةِ الحَـدَقِ
لا تَنْسَ منْ دُنْيَـاكَ حَظًّـا وَإلَـىكالطَّالَقَانِـي والخَصِيـبِ انْطَلِـقِ
لا تَهْجُ مَنْ لمْ يُعْطِ واهْجُ مَنْ أتَـىإلى السَّـرَابِ بالـدِّلاءِ يَسْتَقِـي
وعُدْ لِمَا عُوِّدَتْ منْ بَذْلِ اللُّهَـىفالعَـوْدُ أَحْمَـدُ لكُـلِّ مُمْلَـقِ
ولا تَعُدْ لِحَرْبِ مَـنْ مَـنَّ ولـوْمَـنَّ فَمَـا غَـلَّ يَـداً كمُطْلِـقِ
والعَوْدُ يَخْتَارُ على مَنْ كانَ كالــمُخْتَارِ ومَنْ كـانَ ذا تَزَنْـدُقِ
والصَّمْتُ حِصْنٌ للفَتَى منَ الرَّدَىوقَلَّ مَـنْ شَـرَّ لِسَانِـهِ وُقِـي
وإنْ وَجَـدْتَ للكـلامِ مَوْضِعـاًفكُنْ عَِرَاراً فيـهِ أوْ كَالأشْـدَقِ
لا تَنْسَ ما أَوْصَى بهِ البَكْرِيُّ أَخـاًفَهْوَ سَدَادٌ فيـهِ السُّـوءَ اتُّقِـي
لا تَبْخَلَـنَّ بِـرَدِّ مـا اسْتَعَرْتَـهُكَضَابِـئٍ فالبُخْـلُ شـرٌّ مُوبِـقِ
شَحَّ بِرَدِّ كَلْـبِ صَيْـدٍ وهَجَـاأرْبَابَـهُ ظُلمـاً فلـمْ يُـصَـدَّقِ
وماتَ في سِجْنِ ابنِ عفَّـانَ كمَـاقضـى الإلَـهُ مِيتَـةَ المُحَـزْرَقِ
ونَجْلُـهُ مـنْ أجْلِـهِ أَجَـلُـهُمنْ سَطْوَةِ الحجَّاجِ لمْ يكُـنْ وُقِـي
واسْتُرْ عن الحُسَّـادِ كُـلَّ نِعْمَـةٍكمْ فاضلٍ بِبَأْسِ مَكْرِهِـمْ سُقِـي
فَصَاعِـدٌ علـى مَـدِيـحِ وَرْدَةٍأَصْبَحَ مُنْحَطًّـا بقـولِ سَهْـوَقِ
وإنْ حَمَلْتَ رايَـةَ الأَمْـرِ فَكُـنْكَجَعْفَـرٍ أوْ دَعْ ولا تَسْتَـبِـقِ
قدْ قُطِعَـتْ يـدَاهُ يَـوْمَ مُؤْتَـةٍوَلَـمْ يَدَعْهَـا لِكَمِـيٍّ سَوْحَـقِ
لكِنَّـهُ احْتَضَنَهَـا حُـبًّـا لـهَـافيَـا لَـهُ مـنْ سَيِّـدٍ مُـوَفَّـقِ
وكُنْ إذا اسْتَنْجَدْتَ مثلَ مَنْ غَـزَاأرضَ العِدَا بكُـلِّ طِـرْفٍ أبْلَـقِ
واتَّخِذِ الصَّبْـرَ دِلاصـاً سَابِغـاًوبِمِـجَـنِّ عُـمَـرٍ لا تَتَّـقِـي
وسُمْ عَدُوَّ الدِّينِ بالخَسْفِ وكُـنْمثلَ أبـي يُوسُـفَ ذي التَّخَبُّـقِ
رُدَّ كتـابَ مَـنْ دَعَـاهُ للوَغَـىمُمَزَّقـاً منهـم لفَـرْطِ الحَنَـقِ
وقالَ إنِّـي لا أُجِيـبُ بِسِـوَىجَيْـشٍ عَرَمْـرَمِ وخَيْـلٍ دُلُـقِ
وضَرَبَ الفُسْطَاطَ في الحِينِ وقـدْأحاطَ جيْشُـهُ بِهِـمْ كالشَّـوْذَقِ
وكانَ ما قدْ أبْصَرُوا مـنْ بأْسِـهِأَبْلَـغَ مِـنْ جَوَابِـهِ المُشَـبْـرَقِ
يا صَاحِ واشْغَلْ فُسْحَةَ العُمْرِ بِمَـايَعْنِي وَزُرْ غِبًّـا رُسُـومَ العَيْهَـقِ
وَابْكِ على ذَنْبٍ وقَلْبٍ قدْ قَسَـاكالصَّخْرِ منْ هَـوَاهُ لـمْ يَسْتَفِـقِ
بمُقْلَـةٍ كمُقْـلَـةِ الخَنْـسَـاءِ إذْبَكَتْ على صَخْـرٍ بـلا تَرَفُّـقِ
أوْ كَبُكَا فَارِعَـةٍ علـى الوَلِـيــدِ وبُكَـاءِ خِنْـدِفٍ وخِرْنِـقِ
وكُنْ خَمِصَ البَطْنِ منْ زَادِ الرِّبَـاوخَمْرَةَ التَّقْوَى اصْطَبِحْ واغْتَبِـقِ
وافْخَرْ كَفَخْرِ خالدٍ بالعِيرِ والنَّفِــيـرِ لا بِحُلَّـةٍ مِـنْ سَــرَقِ
وكُـنْ مُتَمِّمـاً بُـكَـا مُتَـمِّـمٍعلى الذُّنُوبِ وارْجُو عفوَ مُعْتِـقِ
واعْضُلْ كهَمَّـامٍ بَنَـاتِ فِكْـرَةٍضَنًّا بها عنْ غيـرِ مَجْـلٍ مُعْـرِقِ
كـيْ لا تَقُـولَ بلِسَـانِ حَالِهَـامقالَ هِنْدٍ أَلْـقِ مـنْ لـمْ يَلـقِ
وسَلْ مُهُـورَ كِنْـدَةٍ إنْ تُهْدِهَـالذِي نَدًى كالبَحْـرِ فـي تَدَفُّـقِ
وحَصِّـلِ العلـمَ وزِنْـهُ بالتُّقَـىوسائرِ الأوْقَـاتِ فيـهِ اسْتَغْـرِقِ
وَلْيَكُ قَلْبُـكَ لـهُ أَفْـرَغَ مـنْحَجَّامِ سَاباَطَ ومَـنْ لـمْ يَعْشَـقِ
ولا تَكُنْ منْ قومِ مُوسَى واصْطَبِرْلِـكَـدِّهِ وللـمَـلالِ طَـلِّـقِ
وخُصَّ علمَ الفِقْهِ بالدَّرْسِ وكُـنْكاللَّيْثِ أوْ كأَشْهَـبٍ والعُتَقِـي
وفي الحديثِ النَّبَوِي إنْ لـمْ تَكُـنْمثلَ البُخَـارِيِّ فكُـنْ كالبَيْهَقِـي
فالعِلْمُ في الدُّنيا وفي الأُخْرَى لـهُفضلٌ فبَشِّرْ حِزْبَـهُ شَـرًّا وُقِـي
وَاعْنَ بقولِ الشعرِ فالشِّعْرُ كمَـالٌ للفَتَـى إنْ بـهِ لـمْ يرْتَـزِقِ
فَهِمْ بـهِ فإنَّـهُ لا شَـكَّ عُنْـوَانُ الحِجَـا والفَضْـلِ والتَّحَذْلُـقِ
فقُلْـهُ غيـرَ مُكْثِـرٍ مـنـهُ ولاتَعْبَـأْ بقـولِ جاهـلٍ أوْ أحْمَـقِ
وإنْ تكُـنْ منـهُ عقيـمَ فِكْـرَةٍفَاعْـنَ بجَمْـعِ شَمْلِـهِ المُفْتَـرِقِ
والشعرُ للمَجْـدِ نِجَـادُ سَيْفِـهِوللعُلَى كالعِقْـدِ فَـوْقَ العُنُـقِ
مـا عَابَـهُ إلاَّ عَيِـيٌّ مُفْـحَـمٌلِعَرْفِـهِ الذَّكِـيِّ لـمْ يَسْتَنْشِـقِ
كمْ حَاجَةٍ يَسَّرَهَا وكـمْ قَضَـىبفَـكِّ عَـانٍ وأَسِيـرٍ مُـوثَـقِ
وكمْ أَدِيبٍ عادَ كالنَّطْـفِ غِنًـىوَكَـانَ أفْقَـرَ مــنَ المُـذَلَّـقِ
وكمْ حديـثٍ جَاءَنَـا بفَضْلِـهِعنْ سَيِّدٍ عنِ الهَـوَى لـمْ يَنْطِـقِ
وقـدْ تَمَثَّـلَ بـهِ وكـانَ مِـنْأصْحَابِـهِ يَسْمَعُـهُ فـي الحِلَـقِ
وقدْ بَنَـى المِنْبَـرَ لابـنِ ثَابِـتٍفكـانَ للإِنْشَـادِ فيـهِ يَرْتَقِـي
وقالَ لابـنِ أَهْتَـمٍ فـي مَدْحِـهِوذَمِّـهِ لِلزِّبَـرْقَـانِ الأسْـمَـقِ
مَقَـالَـةً خَتَمَـهَـا بـقَـوْلِـهِإنَّ منَ الشِّعْـرِ لَحِكْمَـةً تَقِـي
وعندَمـا سَمِـعَ مـنْ قُتَيْـلَـةٍرِثَـا قَتِيلِهَـا الـذي لـمْ يُعْتَـقِ
رَدَّ لَهَـا سَلَبَـهُ وقـدْ بَـكَـىشَفَـقَـةً بدَمْـعِـهِ الْمُنْطَـلِـقِ
وقدْ حَبَـا كَعْبـاً غَـدَاةَ مَدْحِـهِببُـرْدَةٍ ومِائَـةٍ مــنْ أَيْـنُـقِ
وبَشَّرَ الْجَعْـدِيَّ وابـنَ ثَابِـتٍبِجَنَّـةٍ جَـزَاءَ شِعْـرٍ عُسْـنُـقِ
كمْ خَامِلٍ سَمَا بـهِ إلـى العُـلابَيْتُ مَدِيـحٍ مـنْ بَلِيـغٍ ذَلِـقِ
مِثْلُ بَنِي الأَنْـفِ ومثـلُ هَـرِمٍوكالَّـذِي يُـعْـرَفُ بالمُحَـلَّـقِ
وَكَمْ وَكَمْ حَطَّ الهِجَا منْ مَاجِـدٍذي رُتبةٍ قَعْسَـا وقَـدْرٍ سَمِـقِ
مثلُ الرَّبِيعِ وبني العَجْـلانِ مَـعْبنـي نُمَيْـرٍ جَمَـرَاتِ الحَـدَقِ
لوْ لمْ يكُنْ للشِّعْرِ عندَ مَنْ مَضَـىفضلٌ علـى الكَعْبَـةِ لـمْ يُعَلَّـقِ
لوْ لـمْ يكُـنْ فيـهِ بيـانُ آيَـةٍما فُسِّرَتْ مَسَائِـلُ ابـنِ الأزْرَقِ
مَـا هـوَ إِلاَّ كالكِتَابـةِ ومَــافضْلُهُمـا إلا كَشَمْـسِ الأُفُـقِ
وإنَّمـا نُـزِّهَ عنْهُـمـا النَّـبِـيليُـدْرِكَ الإعْجَـازَ بالتَّحَـقُّـقِ
وَهْـوَ إِكْسِيـرٌ وتدبيـرٌ لِـمَـنْرَامَ اصْطِـيَـادَ وَرِقٍ بِـــوَرَقِ
منْ غيرِ تَقْطِيرٍ وتَصْعِيـدٍ وتَـكْـلِيـسٍ وتَرْطِيـبٍ وقَتْـلِ زِئْبَـقِ
وكُـنْ لـهُ رَاويَـةً كالأَصْمَعِـيوالجهلُ أوْلَى بالذي لـمْ يَصْـدُقِ
هذا هوَ المجـدُ الأصيـلُ فاتَّبِـعْسبيلَـهُ علـى الجميـعِ تَـرْتَـقِ
ولكَ فِيمَنْ كـانَ مثـلَ الأُمَـوِيِّ أُسْوَةٌ بها اقْتَـدَى كُـلُّ تَقِـي
وإنْ أَرَدْتَ أنْ تَكُـونَ شـاعـراًفَحْلاً فكُنْ مثلَ أبـي الشَّمَقْمَـقِ
ما خِلْتُ في العَصْرِ لهُ مِـنْ مَثَـلٍسوى أَبِي في مَغْـرِبٍ ومَشْـرِقِ
لِذَاكَ كَنَّـاهُ بـهِ سَيِّدُنـا الـسْسُلْطَانُ عِزُّ الدِّينِ تـاجُ الْمَفْـرِقِ
مُحَمَّدٌ سِبْطُ الرَّسُولِ خيـرُ مَـنْسـادَ بحُسْـنِ خَلْقِـهِ والخُلُـقِ
أَعْنِي أميرَ المؤمنيـنَ ابـنَ أمِـيـرِ الْمُؤْمِنِينَ ابـنِ الأميـرِ المُتَّقِـي
خيرُ مُلوكِ الغَـرْبِ مـنْ أُسْرَتِـهِوغيْرِهم علـى العُمُـومِ المُطْلَـقِ
ودَوْحَةُ المجـدِ الَّتِـي أغْصَانُهـابـهـا الأرَامِــلُ ذَوُو تَعَـلُّـقِ
لهُ مُحَيًّا ضَـاءَ فـي أَوْجِ الدُّجَـاسَنَـاهُ مثـلُ القَمَـرِ المُتَّـسِـقِ
ورَاحَـةٌ تَغَـارُ مـنْ سُيُولِـهَـاسُيـولُ وَدْقٍ ورُكَـامٍ مُطْـبِـقِ
فـاقَ الرَّشِيـدَ وابْنَـهُ بِحِلْمِـهِوعِلْـمِـهِ ورَأْيِــهِ المُـوَفَّـقِ
وسادَ كَعْباً وابنَ سُعْدَى وابنَ جُدْعَـانَ وحَاتِمـاً ببَـذْلِ الـوَرِقِ
ولمْ يَدَعْ معنًى لِمَعْنٍ فـي النَّـدَىولمْ يكُـنْ كَمِثْلِـهِ فـي الخُلُـقِ
مُذْ كانَ طِفْلاً والسَّمَـاحُ دَأْبُـهُوغيرَ مَأْخَـذِ الثَّنَـا لـمْ يَعْشَـقِ
نَشَأَ فـي حِجْـرِ الخلافـةِ وقَـدْشَبَّ فَتًـى بغَيْرِهـا لـمْ يَعْلَـقِ
فبَايَعَتْـهُ النـاسُ طُـرًّا دَفْـعَـةًلمْ يَـكُ فيهـا أحـدٌ بالأسْبَـقِ
وأُعْطِيَتْ قَوْسُ العُلا مَنْ قدْ بَـرَىأعْـوَادَهَـا رِعَـايَـةً للألْـيَـقِ
فصارَ فَيْءُ العَـدْلِ فـي زَمَانِـهِمُنْتَشِراً مِثْـلَ انْتِشَـارِ الشَّـرَقِ
وشادَ رُكْنَ الدِّينِ بالسَّيْفِ وقـدْحـازَ بتَقْـوَاهُ رِضَـى المُـوفَّـقِ
وقدْ رَقَـى فـي مُلْكِـهِ مَعَارِجـاًلـمْ يَـكُ غيْـرُهُ إلَيْهـا يَرْتَقِـي
وَرَدَّ أرواحَ المـكـارمِ إلـــىأجْسَادِها بعـدَ ذَهـابِ الرَّمَـقِ
والسَّعْدُ قدْ ألْقَى عَصَـا تَسْيَـارِهِلِقْصَـرِهِ وخَـصَّـهُ بِمَعْـشَـقِ
يا مَلِكـاً أَلْوِيَـةُ النَّصْـرِ علـىنَظِيـرِهِ فـي غَرْبِنَـا لـمْ تَخْفَـقِ
طابَ المديحُ فيكُـمُ وَازْدَانَ لـيوجاشَ صَدْرِي بالفَرِيـدِ الْمُونِـقِ
لَوْلاكَ كُنْـتُ للقريـضِ تَارِكـاًلعـدَمِ البَـاعـثِ والمُـشَـوِّقِ
تَـرْكَ الغَـزَالِ ظِلَّـهُ ووَاصِـلٍللـرَّاءِ وابـنِ تَوْلَـبٍ لِلْمَـلَـقِ
وكُنْتُ في تَرْكٍ لـهُ كَابْـنِ أبـيرَبِيعَـةَ النَّـاذِرِ عِتْـقَ الهُنْـبُـقِ
ومُذْ بكَ الرَّحْمَنُ مَنْ لَـمْ يَـزَلْفِكْرِي في بَحْـرِ الثَّنَـا ذا غَـرَقِ
لا زِلْتَ بَدْراً في بُرُوجِ الشِّعْرِ تَنْــسَخُ بنُـورِكَ ظـلامَ الغَسَـقِ
ولا بَرِحْـتَ بالأمَانِـي ظَافِـراًومُدْرِكاً لِمَـا تَشَـا مـنْ أَنَـقِ
بِجَاهِ جَدِّكَ الرسـولِ المُصْطَفَـىخيرِ الأَنَـامِ الصـادقِ المُصَـدَّقِ
وسُورةِ الفتحِ وطـه والضُّحَـىوآيَـةِ الكُرْسِـيِّ وآيِ الفَـلَـقِ
إِلَيْكَهَـا أُرْجُــوزَةً حَسَّـانَـةًلِمِثْلِهَـا ذُو أَدَبٍ لــمْ يَسْـبِـقِ
كأنَّهـا أَسْــلاكُ دُرٍّ وَيَــوَاقيتُ تُضِـي كالبَـارِقِ المُؤْتَلِـقِ
أعزُّ مِنْ بِيضِ الأُنُـوقِ ومـنَ الْــعَنْقَا ومنْ فَحْلٍ عَقُـوقٍ أبْلَـقِ
مـا رَوْضَـةٌ فَيْنَانَـةٌ غَنَّـاءُ قـدْجَادَتْ لها السُّحْبُ بِمَـاءٍ غَـدَقِ
فابْتَسَمَتْ أغْصَانُها عـنْ أَبْيَـضٍوأَحْـمَـرٍ وأَصْـفَــرٍ وأَزْرَقِ
يَوْمـاً بأَبْهَـى للعُيُـونِ مَنْظـراًمنهـا ولا كَلَفْظِهَـا المُـرَوْنَـقِ
مـا لِجَرِيـرٍ وجَمِيـلٍ مِثْلُـهـافي غَـزَلٍ وفـي نَسِيـبٍ مُونِـقِ
فلـوْ رَآهَـا الأصمعـيُّ خَطَّهَـاكيْ يستفيـدَ بِسَـوَادِ الحَـدَقِ
أوْ فَتَـحَ الفَتْـحُ عليهـا طَرْفَـهُسَــامَ قَـلاَئِـدَهُ بالتَّـمَـزُّقِ
أوْ وَصَلَتْ للمُوصِلِي فيما مَضَـىعنـدَ الغِنَـا بغَيْرِهـا لـمْ يَنْطِـقِ
أوِ ابـنُ بَسَّـامٍ رَآهـا لـتَـدَارَكَ الذَّخِيـرَةَ بهـا عـنْ مَـلَـقِ
ولا أَدِيبٌ مِـنْ قُـرَى أنْدَلُـسٍجَرَتْ بها أقلامُـهُ فـي مُهْـرَقِ
مَنْ كانَ يَرْجُو مِنْ سِوَايَ مثْلَهَـارَجَا من القِرْبَـةِ رَشْـحَ العَـرَقِ
حصَّنْتُهَـا بسُـورةِ النَّـجْـمِ إذاهَـوَى مـن المُنْتَحِـلِ المُسْتَـرِقِ
فالحمـدُ لِلَّـهِ الَّـذِي صيَّرَهـاأَثْمِـدَ عَيْـنٍ مُنْصِـفٍ مُـوَفَّـقِ
والحمـدُ للَّـهِ الـذي جَعَلَهَـاقَـذًى بعيـنِ الحاسـدِ الحَفَلَّـقِ
ثمَّ الصـلاةُ والسـلامُ مَـا تَغَـنْنَتْ أُمُّ مَهْـدِيٍّ بـرَوْضٍ مُـورِقِ
علـى النَّبِـي وآلِـهِ وصَحْبِـهِوتَابِعِيهِمْ مَنْ مَضَى ومَـنْ بَقِـي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الْقَصِيدَةُالشَّمَقْمَقِيَّةُ لابْنِ وَنَّانَ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهل القرآن. :: الأقسام العلمية :: اللغة العربية وعلومها-
انتقل الى: