أهل القرآن.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تحفيظ القرآن وتعلم أحكامه ونشر التوحيد.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولكتب فلاشية
مرحبا بكم في منتدى أهل القرآن لـتحفيظ القرآن وتعلم أحكامه ونشر التوحيد.

 

 نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله-الجزء الثاني-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوعبدالرحمان

أبوعبدالرحمان


عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 04/09/2014

نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله-الجزء الثاني- Empty
مُساهمةموضوع: نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله-الجزء الثاني-   نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله-الجزء الثاني- Emptyالخميس سبتمبر 04, 2014 5:54 pm

{كتاب سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم}
ذكر نسبه الشريف المطهر

هو الرسول الهاشمي المصطفى
خير الأنام محتدًا و شرفا

أبوه عبد الله عبد المطلب
فهاشم عبد مناف ينتسب

ابن قصي بن كلاب و انسب
مرة كعب بن لؤي غالب

هو ابن فهر بن مالك إلى
نضر كنانة خزيمة علا

مدركة إلياس و هو بن مضر
ابن نزار بن معدٍّ اشتهر

هو ابن عدنان إلى الذبيح
ينسب قطعًا و هو في الصحيح

و أمه آمنة تنتسب
لوهب من عبدمناف نسبوا

لزهرة ابن كلاب اتصلا
بالنسب الذي ذكرنا أولا

وقد حمى الله أصول المصطفى
من السفاح الجاهلي حتى صفا

ذكر مولده صلى الله عليه و سلم

مولده كان بعام الفيل
و نقل الخلاف عن قليل

ثاني عشْر من ربيع الأول
في يوم الاثنين بلا تحوّل

مات أبوه في زمان حمله
على أصحّ ما أتى في نقله

وكم بدا في ليلة الميلاد
من آية في سائر البلاد

منها سطوع النور في الأقطار
إضاءة كذا خمود النار

وارتجّ إيوان لكسرى و سقط
منه الشرافات إلى الأرض تحط

ذكر حواضنه صلى الله عليه وسلم

له ثويبة من الحواضن
مولاة عمِّه و أم أيمن

وظئره بعد بدون ريب
حليمة بنت أبي ذؤيب

حتى أقام عندها حولين أو
أكثر من ذلك أقوال رووا

وشقَّ صدره هناك و غسل
ثمَّ ملي بحكمة نصًّا نقل

ثم لأمِّه أعيد آمنا
ينبته اللهُ نباتًا حسنا

وقبضت وهو ابن ستٍّ ونقَل
ابن ثمان الأموي و هو معل

ثم ربي في حجر جدِّه إلى
أن مات وهو ابن ثمان كملا

لمَّا قضى أوصى أبا طالب به
فلم يزل أحنى عليه من أبه

حتى إذا جاء بحيرا الرَّاهب
حار لما رأى من المواهب

إذ نزلوا مال إليه الظلُّ
كذا له غمامة تظلُّ

وقد رأى فيه من الصفات
ما جاء في الإنجيل والتوراة

وقد خشي عليه من حُسَّدِه
ولم يزل مناشدا بردِّه

وكان سنِّهُ اثنتا عشرة في
سفرته تلك بلا توقف

وكان حرب الأمة الفجار
وهو لدى العشرين في آثار

وجاء عنه أنه قد شهدا
حلف الفضول وبذاك شهدا

تحالفت قريش سكان الحرم
أن ينصفوا المظلوم ممَّن قد ظلم

وثانيًا سفرته متّجرا
للشام مع خديجةٍ مستأجرا

وهو ابن عشرين وخمس عمره
ومعه كان الغلام ميسره

وقد رأى له من الآيات ما
يزيد عمّا قبله تقدَّما

وبعد أن قد آب إياها خطب
وهي من أوساط قريش في النسب

وهي التي قد بادرت تصديقهْ
عن ربهِ و كانت الصِّدِّيقَهْ

وهي التي منها جميع من ولدْ
ما غير إبراهيم فافهم ما وردْ

وقد بَنَتْ قريش البيت ولهْ
إذ ذا ثلاثون و خمس كاملهْ

واختلفوا في شأْنِ وضع الحجر
فحكّموهُ فيه نصُّ الأثر

بحيث في ردائه قد وضعهْ
وكلُّهم بطرف قد رفعهْ

وبينهم كان اسمه الأمينا
لخلق قد حازه مبينا

ذكر بدء الوحي إليه صلى الله عليه وسلم

قد بشرت به جميع الرُّسل
كذاك في كلِّ كتاب منزل

عناه بالدعوة إبراهيم
كذا به قد بشَّر الكليم

ثم به عيسى المسيح بشَّرا
بأنَّه من بعده بلا مرا

و في الكتابين صفاته أتى
تفصيلها بلا ارتياب ثبتا

و أخبر الأحبار والرهبان
عنه بما جاء به التبيان

هواتف الجن به قد نطقوا
و قد رمي بالشهب المسترق

كذا عليه سلم الأحجار
من قبل أن يبعث و الأشجار

وكان في غار حراء يعبد
مولاه مدة لها يزود

حتى أتاه الحق في غار حرا
وهو على ذاك وكان لا يرى

رؤيا لدى المنام إلا تاتي
كفلق الصبح على استثبات

ثم أتى جبريل بالتنزيل
إليه تبليغا عن الجليل

أول ما أنزل صدر القلم
إلى انتها آية مالم يعلم

فعاد راجفا فؤاده بها
إلى خديجة فإذ أنبأها

فصدقت بادئ بدء خبره
ولابن نوفل غدت مبشره

ثم دعا به فلما أن تلا
قال ابشرن هذا الذي قد أنزلا

على الكليم و الذي نجزم به
إيمانه بالوحي حقا فانتبه

وبعد ذا فالوحي عنه فترا
في سنتين أو ثلاث أثرا

وبعدها أرسل بالمدثر
للناس كلا جنهم و البشر

فقام بالتبليغ للرسالة
بالحق منذرًا أولي الضلالة

مبشرًا لمن أطاعه بأن
يسعد في الدارين فضل ذي المنن

أول مؤمن من الرجال
به أبو بكر و من موالي

زيد ومن غلمانهم عليُّ
بلال من رقيقهم وليُّ

كذا خديجة من النساء
أول من حاز ذرى العلياء

و آمنوا بدعوة الصديق
لله قوم من أولي التوفيق

كسعد والزبير طلحة كذا
عثمان وابن عوف ثم بعد ذا

أبو عبيدة و غيرهم إلى
أن كان في الإسلام جمع دخلا

وكانت الدعوة سرًّا أولا
نحو ثلاث من سنين كملا

ذكر جهره صلى الله عليه و سلم بالدعوة إلى الله تعالى,
وما ناله من الأذى من أجل ذلك و من آمن به
وبعدها بالصدع جهرًا أُمرا
فقام بين الأقربين منذرا

حتى إذا جاء الصفا و صعدا
أعلاه ناداهم بأبلغ الندا

فعم ثم خص بالتحذير
نذارة من نقمة القدير

ولم يكن أسوأ من أبي لهب
ردًّا على ابن أخيه المنتخب

وبالغ الكفار في أذيته
وفي إذاء مستجيب دعوته

ضربًا وحبسًا و إهانةً و قد
حماه ذو العرش المهيمن الصمد

هذا ولما ازداد ظلم الظلمه
آذن أن يهاجروا لأصحمه

هو النجاشي فسار منهموا
إليه من فوق الثمانين هم

وقد تمالأت قريش أجمعا
أن يقتلوا النبي فلما اجتمعا

شعبا بني هاشم و المطلب
مع عمه على حماية النبي

أجمع كلهم على قطعهموا
فمكثوا ثلاثًا في شعبهموا

فاشتد جدًّا بهم البلاء
و الجهد والغلاء و العناء

فقام رهط هم من الكرام
وأنكروا قطيعة الأرحام

ومزقوا صحيفة الظلم التي
قد أجمعوا فيها على القطيعة

وذاك عام العشر بعد بعثته
وفيه قد كان وفاة زوجته

كذا وفاة عمه الذي به
قد حاطه الرحمن من طلابه

وقد تلا النجم فلما سجدا
تابعه مسلمهم ومن عدا

وحينما قد شاع ذلك النبا
آب إليه بعض من قد غربا

و دخلوا مكة بالجوار
و بعضهم معذب في الباري

ذكر الإسراء و المعراج, و عرضه صلى الله عليه و سلم نفسه على قبائل العرب
ليؤاووه حتى يبلغ رسالة ربه عز و جل
وبعد ذا قد كان الإسراء كما
جاء الكتاب والعروج للسما

لمستوى و حيث شاء الله
كما هو الأدرى بمنتهاه

وكان ذا بالروح وبالجسم بلا
شك وكم نص به قد نقلا

و فرضت هنالك الصلاة
عليه وانجلت له الآيات

وفي صباح ذلك اليوم أتى
جبريل للخمس غدا موقّتا

و عندما أخبر بالإسراء
ناديهم زادوا بالافتراء

وبعد ذا كان انشقاق القمر
قد جاء في الآي و بالتواتر

هذا و قد نالت قريش منه ما
لم تك من قبل تنال سيما

من بعد موت عمه وقد ذهب
يدعو ثقيفًا للهدى فلم تجب

ولم يكن أقبح منهم ردّا
عليه في شأن الذي قد أدّى

وفي مآبه استماع الجن له
كما بالأحقاف و أخرى كامله

وعاد غير آمن للحرم
بل بالدخول في جوار المطعم

وذاك أعلى أسوة لمن دعا
إلى سبيله أيا من قد وعى

ولم يزل يعرض نفسه على
كل قبيلة و يدعوهم إلى

هداية الله فكل أنكرا
لِمَا للأنصار الإله ادخرا

ذكر وفد الأنصار الذين هم كتيبة الإيمان و أنصار الرحمن
لما أراد الله للإنجاز
موعده الرسول بالإعزاز

بينا النبي يدعو الوفود إذ وجد
رهطًا من الخزرج أرباب الرشد

هم ستة أو فوقهم فوفقوا
لما دعاهم آمنوا فصدقوا

ثم دعوا قومهمو إذ آبوا
إلى الهدى الذي له استجابوا

فجاءه من قابل اثنا عشرا
فبايعوه صادقين لا افترا

وهم من الخزرج عشرة و من
أولاد أوس اثنان نقل من فطن

و طلبوا معلما فأرسلا
مصعب مقرئًا لهم ما أنزلا

حتى فشى الإسلام فيهم و دخل
في كل أهل دارهم بلا جدل

هذا ولما كان عامًا قابلا
جاء ثلاثة وسبعون ولا

و امرأتان اتّعدوا بالعقبة
لبيعة الهادي على ما طلبه

و النقباء منهم اثنا عشرا
كالنقبا من قوم موسى الأمرا

فبايعوه ثم كان القيل
لا نستقيلها و لا نقيل

و بعد أن آبوا إليهم هاجرا
من كان مسلمًا من الشرك برا

ليعبدوا الله بدار الأمن في
يثرب واثقون بالوعد الوفي

ذكر هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
مصداقا لما في الصحف الأولى أنه يهاجر إلى ذات نخل بين حرتين
وهاجر النبي بعد الإذن له
من قبل الله الذي قد أرسله

بعد ثلاث عشرة من بعثته
ربيع أول و أصل هجرته

مكر قريش به ليثبتوه
أو يقتلوه أو ليخرجوه

وأجمعوا لقتله فأرصدوا
رجالهم للفتك حين يرقد

فجاءه الروح الأمين مخبرا
عن مكر الأعداء له محذرا

فبات في مكانه علي
ثم عليهم خرج النبي

ونثر الترب على رؤوسهم
وخاب ما راموه في نفوسهم

ثم مضى النبي والصديق
للغار والكفار لم يفيقوا

فمكثوا فيه ثلاثا ريثما
تخفى على العدو أخبارهما

حتى إذا أدركهم سراقه
أتاه ما ليس به من طاقه

حيث به جواده قد عثرا
لو لم يفق ساخ لأطباق الثرى

لكنه الأمان منهما طلب
بشرط أن يرد عنهما الطلب

هذا وقد جازا بأم معبد
وشاهدت من معجزات أحمد

وقدما قباء لاثني عشرا
من ذلك الشهر كما قد أثرا

و قام فيهم بضع عشرة و قيل
أقل أو أكثر من ذا بقليل

وأسس المسجد إذ ذاك على
تقوى من الله كما قد أنزلا

و قدم المدينة الرسول في
دار أبي أيوب خالد الوفي

ولم يزل في داره حتى بنا
مسجده والحجرات ساكنا

وكان في ذلك للأنصار
في الدين والدنيا على الفخار

و فضلت بذلك المدينه
في الأرض لا عن مكة الأمينه

و أظهر اليهود للشقاق
بين مجاهر و ذي نفاق

حتى استفزوا من عليه قدروا
وجحدوا ما عندهم مسطر

من صفة النبي في التوراة
و أنه بدون شكٍّ آت

فشاهدوا الحق وعنه انصرفوا
و أنكروا بالبغي ما قد عرفوا

وهم قريظة كذا النظير
و قينقاع كلهم مبير

فانتقم الله تعالى منهم
كما سيأتي ما نقص عنهم

بالسبي و الجلاء و الإذلال
و قتل آخرين في الأغلال

وبعد هجرة النبي ليثربا
عليهم الجهاد فرضًا كتبا

ليدخل العباد في الإسلام
طوعًا وكرهًا دونما ملام

حتى له انقادوا و فيه دخلوا
و نكسوا أعداءه و زُلزِلوا

و مبتدا التاريخ في الإسلام
من هجرة النبي وذا في عام

سبعة عشر أو ثمان عشر
في دولة الفاروق كان فادر

السنة الأولى من الهجرة

في صدرها كان بناء المسجد
واستقبلوا المقدس عندما ابتدي

كذا المؤاخاة بلا إنكار
بين المهاجرين و الأنصار

تسعون نصفهم من الأنصار
والنصف أهل هجرة المختار

و قد بنا الرسول بالصديقه
في شهر شوال فخذ تحقيقه

وكان عقده بها من قبل ذا
بسنتين بعد سودة خذا

كذاك زيد في صلاة الحضر
ثاني عشر من ربيع الآخر

كذاك مشروعية الأذان
عند المواقيت بلا نكران

وفيه بعث حمزة للعير
في رمضان دونما نكير

و هم ثلاثون مهاجرون ما
فيهم من الأنصار شخص علما

ثم عبيدة بشوال إلى
رابغ كان بعثه قد نقلا

ستون كلّهم مهاجري
ما فيهموا يذكر أنصاري

وبعث سعد كان في ذي القعدة
معترضًا لعير أهل مكة

ومعه عشرون راجلاً و هم
فيما روي مهاجرون كلّهم

و آخرون ذي السرايا ذكروا
ثاني عام ذا لديهم يؤثر

السنة الثانية من الهجرة

فيها وقوع غزوة الأبواء
حمزة فيها صاحب اللواء

فوادعته ضمرة بدون شر
وكان هذا الأمر في شهر صفر

وكان في شهر ربيع الأول
غزا بواط وهو موضع يلي

رضوى بنحو مائتين راكبا
معترضًا عير قريش طالبا

وكان مع سعد لواؤه و لم
يكن بها حرب ولم يلق ألم

و بعد ذا بمدة يسيره
أي في جمادي غزوة العشيره

مع حمزة لواؤه و وادعا
فيها بني مدلج ثم رجعا

و بليال بعدها أغارا
كرز على سرحهموا فسارا

يطلبه الرسول حتى وصلا
بدرًا ففاته فكر مقبلا

وسميت غزوة بدر الأولى
لما سيأتي فافهم المنقولا

وبعدها بعث ابن جحش و معه
من المهاجرين ضعف الأربعه

وكان قتل عمرو بن الحضرمي
فيها و أخذ عيره في المغنم

وكان في أول يوم من رجب
فاستعظم النبي ذا و هو السبب

لآية الجواب عن سؤال
أئمة الكفر عن القتال

في الأشهر الحرم و كانت سببا
للبطشة الكبرى كما جاء النبا

و بعد ذا القبلة حولت إلى
كعبة إبراهيم حيث نزلا

بذلك الأمر من الله الصمد
يوم الثلاثاء نصف شعبان ورد

واعترضت في ذلك اليهود
سفاهة فليرغم الحسود

مع علمهم وليس منهم بعجب
هم الأذلون و أمة الغضب

كذاك فيه فرض الصيام
أي رمضان مابه إيهام

و قبله المفروض عاشوراء
فصار بعده لمن يشاء

وبعده فرض زكاة الفطر
شرعية الصلاة للعيد ادر

و الفرض للزكاة ذات النصب
قرينة الصلاة فافهم تصب

و بعدها غزوة بدر كانت
و هي التي الأعدا بها استكانت

أعني بذاك غزوة الفرقان
يوم اللزام والتقا الجمعان

والبطشة الكبرى التي بها انتقم
ربُّ السما والأرض من آل الصنم

وذاك أن المصطفى قد سمعا
قدوم عير لقريش فدعا

إليهموا وقد مضت ليالي
من رمضان ثم في الأموال

كان أبو سفيان لمّا أخبرا
أرسل ضمضمًا قريشًا مخبرا

لأيِّ أمر قد قضاه الله
جل و لا دفع لما قضاه

فالتقيا من غير ما ميعاد
إذ شاء قطع دابر الفساد

وكان من مع الرسول قد نفر
فوق الثلاثمائة بضع عشر

و المشركون فوق تسعمائة
و دون ألف صحَّ في الرواية

وقد أري الرسول حين ناما
في قلِّة أعداءه اللئاما

و قد رأى كل من الخصمين
قلَّة ضدِّه برأي العين

و حالة اللقا قريش عاينوا
صحب الرسول ضعفهم فوهنوا

وكان ذاك يوم سابع عشر
من رمضان فادره ممَّن أثر

و حينما تقابل الصفان
واصطدما في المعرك الخصمان

رفع الرسول كفي الدعا
إلى المهيمن المجيب من دعا

فجاءه من السماء المدد
فلم يفد حزب اللّعين العدد

وانهزم الجمع وولَّوا الدبر
كما قضى الرحمن ذاك في الزبر

و نكص الشيطان للفرار
و قال ما أنا لكم بجار

فانكشف الغبار عن سبعينا
قد قتلوا و أسروا سبعينا

و قذفوا ببئر بدر كلهم
ووقف النبي مبكتًا لهم

أن قد وجدنا ما وُعدنا حقَّا
فهل وجدتم ما وعدتم حقَّا

وسمعوا القول و لو أجابوا
لكان قول نعم الجواب

وقد مضت سنَّة ذي العرش بذا
فكل باغ فجزاءه كذا

و من صحابة النبي استشهدا
عشرة مع أربعة لا أزْيَدا

وسورة الأنفال فيها أنزلت
وهي على تفصيل ذاك اشتملت

و بينت تفصيل قسم المغنم
والخمس تبيانًا مزيح الغمم

و عوتب الرسول في أخذ الفدا
ثم أحلَّه الرحيم أبدا

وكان في ذا أوضح الدَّلالة
قطعًا بصدق صاحب الرسالة

وكم من الوحي صريحًا وردا
في فضل من غزوة بدر شهدا

وبعدها قد نجم النفاق
في حسّد وانكَمَت الشقاق

وكان بعد ذاك غزوة إلى
بني سُلَيم ثم عاد قافلا

بعد مقامه ثلاثة على
ماء لهم فلم يجد مقاتلا

وبعد ذاك غزوة السَّويق في
ذي الحجَّة افهمه بلا توقُّف

و كان طالبًا أبا سفيان ثم
لم يدركوه إذ فرارًا فاتهم

السنة الثالثة من الهجرة

في صدرها غزوته لذي أمر
وعاد من بعد مقامه صفر

ثم غزا بعد لنحو الفرع
آخر أول الربيعين فع

وكان غزوة إلى اليهود
من قينقاع أمَّة الجحود

لكنه أطلقهم لمّا اعترض
في أمرهم ابن سلول ذو المرض

لأنه له ادعاهم أوليا
أما عبادة فمنهم بريا

وأنزلت في ذاك آي واعظه
في رابع الطوال من أقوى عظه

وفي جمادي بعث النّبي إلى
عير قريش و عليها حصلا

وكان في البعث الأمير زيدا
فغنموها لم يلاقوا كيدا

وكان فيها قتل ابن الأشرف
أذاقه الأنصار حدّ المشرف

وبعد ذاك أحد قد وقعا
للمسلمين الحسنيين اجتمعا

فأولاً للانتصار حازوا
و بشهادةٍ أخيرًا فازوا

سبعون منهم أكرموا و الله لا
يضيع أجر المحسنين عملا

ونيل فيه من رسول الله ما
يكفيك أسوة أيا من فهما

وآخرون بالجراحات ابتلوا
ليعظم الله جزا من عملوا

وكل ذا كان بإذن الله
لا غافلاً عنهم ولا بساه

ولو يشا عز وجل لانتصر
منهم ولم ينل ذوي الإيمان شر

لكنه أراد أن يمتحنا
ويعلم المرتاب ممن آمنا

ثم تكون بعد ذاك الدائرة
على الكفور اليوم أو في الآخرة

ولأولي الإيمان عقبى الدار
و الظفر الأعلى بالانتصار

واثنين أو فوق بقبر دفنوا
ضرورة إذ غير ذا لا يمكن

ولم يكن صلّى عليهم في الأصح
ودفنهم لم يغسلوا بالنصِّ صح

وقد دعى الرسول من قد شهدا
فانتدبوا إلى اللحوق بالعدا

فسار حتى جاء حمراء الأسد
وعاد مصحوبًا بنعمة الصمد

و جاء في تفصيل ذا آيات
من آل عمران مبينات

من قوله{و إذ غدوت من} إلى
{ما كان}أي تسعًا وخمسون ولا

وكان يوم النصف من شوال
ذا الأمر في السبت بلا جدال

السنة الرابعة من الهجرة

فيها سرية إلى بني أسد
هم مائة من بعد خمسين فقد

فيها أبو سلمة أميرا
فاستاق فيها مغنمًا كثيرا

وكان في محرّم ثم قضى
بجرحه في أحد إذ نقضا

ثم سرية الرجيع في صفر
بهم عدوّ من هذيل قد غدر

ثم سرية لعمرو الضمري
للفتك بابن حرب إن لم يخبر

و بعدها سرية القراء
في صفر أيضًا بلا مراء

فقتلوا بغدر ذكوان معا
رعل عصيّة عصاة أجمعا

وعدهم سبعون ثم قد ثبت
أن النبي بعد ذا شهرًا قنت

يدعو على قاتلهم ثم ترك
وذا بكلّ نازل افعل بدون شك

وكان إجلاء بني النضير
من بعد ذا بزمن يسير

لمّا أرادوا بالرسول مكرا
و الله بالذي أسرّوا أدرى

أتاه جبريل سريعًا بالخبر
أن قم وصبِّح بالجيوش من غدر

حاصرهم ستًّا فأنزلوا على
حكمه فكان ذلك الحكم الجلا

وسورة الحشر بذاك أنزلت
كذا لحكم كلّ فيء فصّلت

وذاك في شهر ربيع الأول
وجاء في الخمور تحريم جلي

ثمّ إلى غطفان غزوة تلي
وسميت ذات الرقاع فاعقل

و كان فيها قصة الذي أراد
بالمصطفى فتكًا فخاب ما أراد

وقصة الحالف أن يهريق في
صحب النبي دمًا وفا بالحلف

حيث رمى حرس النبي بأسهم
وهو يصلي مع نزف بالدم

وجابر قد باع فيها جمله
من النبي وردّوا القيمة له

وذاك في أثنا جماد الأولى
وفيه إشكال فع المنقولا

على الذي رواه أهل السير
وقال آخرون بعد خيبر

منهم محمد هو البخاري
وهو إمام ناقلي الأخبار

وذا يرى أوجه مما قدّما
ولاح في الأول أن قد وهما

برهاننا فيها شهود الأشعري
و وفده بعد انقضاء خيبر

كذا أبو هريرة و كانا
إسلامه في خيبر استبانا

كذلك ابن عُمَر و أول
مشهده الخندق فيما نقلوا

كذا صلاة الخوف فيها ذكروا
وكان الأحزاب وليست تذكر

بل كان في عسفان شرعيتها
بدءً و لا تعلم قط قبلها

وكان فيها غزوة بدر الموعد
في شهر شعبان بلا تردد

لكن أبو سفيان عنها اختلفا
والجيش ردّ وبوعد ما وفى

فيها ثمان قام ثمّ انقلبا
بنعمة من ربه ليثربا

و زيد فيها أخذ الكتابا
عن اليهود ليعي الخطابا

السنة الخامسة من الهجرة

فيها غزا أثنا ربيع الأول
لنحو دومة أضف للجندل

ولم يكن فيها قتال و رجع
من بعد شهر غانمًا كذا وقع

وكان فيها غزوة الأحزاب
في شهر شوال بلا ارتياب

أسبابها اليهود أمة الغضب
إذ بعثوا إلى قريش من ذهب

يحثّهم على القتال للنبي
و غزوه مع حزبه بيثرب

ونقضوا العهد الذي قد عقدوا
مع الرسول فاعتدوا واتعدوا

بزعمهم للدّين أن يستأصلوا
و الله لا يهمل لكن يمهل

فبادر النبي بحفر الخندق
برأي سلمان الصدوق المتّقي

وكم بحفره من الآيات قد
أظهرها الله لأرباب الرشد

وجاءهم من فوقهم وأسفلا
عدوّهم و اشتدّ إذ ذاك البلا

وزاغت الأبصار واشتدّ القلق
وعظم الزلزال للأمر الأشق

ونجم النفاق و استبانا
وازداد كلّ مؤمن إيمانا

وقد أساء الشَّاك الظنونا
بالله و ازداد التقي يقينا

واقتحم الخندق عمرو إذ حضر
ميقات حتفه فساقه القدر

نازله عليٌّ دون الخندق
فكان ضربة بها مات الشّقي

وانقلبت خيوله منهزمه
والرمح ألقى حين فر عكرمه

وكان قدر مدة الحصار
عشرين ثم جاء نصر الباري

بأن تخاذل العدا و اختلفوا
وكان في ذا لنُعَيم شرف

وأرسل الله عليهم ريحا
كذا جنودًا لم ترى صريحا

وقد دعا النبي مستغيثا
ربَّ السما فعاجلاً أغيثا

فردّهم بالغيظ لم ينالوا
خيرًا وقد أعناهم الزلزال

هذا ولما انقلب الرسول
لأهله إذ جاءه جبريل

فقال هل وضعتم السلاح لا
والله إنا لم نضعه اذهب إلى

بني قريضة الألى قد نكثوا
أيمانهم غدرًا ولم يكترثوا

فأذن الرسول يا من أسلموا
أن لاتصلوا العصر إلا فيهموا

حاصرهم خمسًا تلي عشرينا
ونزلوا من بعد خاسئينا

لحكم سعد بن معاذ فيهموا
بالقتل والسبي و مال يغنم

وكان قد وافق ذا الحكم الجلي
حكم الإله فوق عرشه العلي

فضربت أعناق كل محتلم
منهم بحكم الله والمال قسم

وأنزلت من أول الأحزاب
آي اعتبار لأولي الألباب

من قوله{يا أيها الذينَ}
إلى{قدير} جاء مستبينا

ومات سعد بعد ذا شهيدا
كان النبي له بذا شهيدا

وكان قتل ابن أبي الحقيق
بعد قريظة على التحقيق

وقتله كان بأيدي الخزرج
ليلاً ولم يكن له من مخرج

وكان بعد ذاك قتل خالد
ابن نبيح الهذلي المارد

عبد الإله ابن أنيس قتله
ففاز بالوعد الذي لا خلف له

ثم تزوج النبي بنت أبي
سفيان ثم بعدها بزينب

و قد تولى الله عقدها كما
يتلى,بذي القعدة لا توهما

وأنزلت فيها من الأحزاب
آي و منها آية الحجاب

السنة السادسة من الهجرة

فيها غزا إلى بني لحيانا
و مال إذ فروا إلى عسفانا

و هي التي صلى بها الخوف كما
ذكرت في البحث الذي تقدما

أولى جمادى بعد ستة أشهر
بعد بني قريظة فليحصر

و كان فيها غزوة لذي قرد
وقيل صدر عام سابع ورد

وهي التي عيينة أغارا
فيها على سرح النبي فسارا

في أثرهم سلمة بن الأكوع
إذ ليس منه فارس بأسرع

فاستنقذ السرح و فروا هربا
و منهموا بعض المتاع استلبا

من قبل أن تدركه الخيول
و بعد في الجمع أتى الرسول

و بعدها غزا بني المصطلق
في شهر شعبان لدى المحقق

و قُتل المقتول منهم وسبي
باقيهموا وقسموا في النصب

و منهموا زوج النبي جويريه
و سبب العتق لسبيهم هيه

و قال فيها ابن سلول بئسما
قال لأصحاب الرسول الكرما

و سورة المنافقين أنزلت
في شأنه فأوضحت وفصلت

وجاء فيها عصبة بالإفك
و أنزلت فيه بدون شك

خمس تلي عشرًا من الآيات
من سورة النور مفصلات

من قوله:{إن الذين جاؤوا}
إلى{كريم} ساء الافتراء

و برئت من ذلك الصديقه
كما هي البراء في الحقيقه

و ضُرب الحد الذين أفصحوا
في شأنها بإفكهم و صرحوا

و الرافضي يكفر حتى الآن
بهذه الآي من القرآن

و خرج الرسول كي يعتمرا
في شهر ذي القعدة من غير مرا

و صده قريش بالعدوان
و كان فيها بيعة الرضوان

وكان من أسبابها فيما أثر
لما النبي أرسل عثمان ذكر

أن قريشًا قتلوه فندب
للبيعة النبي فكلّ انتدب

لها وهم من بعد ألف أربع
من المئين فالجميع بايعوا

و انعقد الصلح بوضع الحرب في
عشر سنين و هو فتح ما خفي

و أن يعود عامه و يعتمر
من قابل و أن يرد من يفر

منهم إليه و الذي إليهموا
يفر لا رد له عليهموا

و من يشأ في أحد العقدين
يدخل لا بأس بأي ذين

فكان في عقد قريش دخلا
بكر و للنبي خزاعة تلا

و ختم الكتاب ثم نحرا
هديًا مع التحليق حيث أحصرا

و اشتد ذا على الذين أسلموا
و الله والرسول منهم أعلم

و سورة الفتح المبين كلها
قد نزلت في شأن ذاك فاتلها

و حرَّم الله على النيران
جميع أهل بيعة الرِّضوان

و منهم استثني صاحب الجمل
إذ لم يبايع معهم بل اعتزل

و نزلت آيات الإمتحان
في هجرة النساء بالتبيان

و لا يحلُّ ردُّهنَّ أبدا
لمشرك مع صدق إيمان بدا

فيها سرية أبي عبيدة
في أربعين قاصدا ذا القصة

و بعث زيد و هو ابن حارثه
ثلاث مرَّات النَّبي باعثه

أولها إلى بني سليم
فرجعوا بمغنم عظيم

و ثانيًا إلى بني ثعلبة
أولى جمادي كان دون مرية

و غنموا فيها و ثالثًا إلى
عير أبي العاص بذا الشهر انجلا

و قد أجاره النبيُّ لابنته
زينب ثمَّ رد مع تجارته

و ذاك قبل الصلح فاعلمنه
ممَّا مضى دون ذهول عنه

كذا سرية ابن عوف تعلم
لدومة الجندل ثم أسلموا

ثم حديث العرنيين الأولى
قد حاربوا الله ومن قد أرسلا

و كفروا من بعد ما قد أسلموا
و قتلوا الراعي و سيق النعم

فأدركوا فصلبوا و قتلوا
و قطعت أيديهم والأرجل

و الحجُّ فيها عند قوم فرضا
كما نحاه الشافعيُّ وارتضى

و أرسل الرسول في ذي الحجة
إلى الملوك في سبيل الدعوة

فحاطب منهم إلى المقوقس
و ابن حذافة لكسرى فارس

وهب لحارث هو الغسّاني
و دحية لقيصر النصراني

لهوذة سُلَيط أعني العامري
وللنجاشي عمرو وهو الضمري

السنة السابعة من الهجرة

في صدرها غزوته لذي قرد
عند البخاري و للأول رد

و بعدها غزوته لخيبرا
كما به فتحا قريبا فسِّرا

و ما تخلَّف عنه من إنسان
من المبايعين في الرِّضوان

إلا ابن عبدالله جابرًا و قد
أعطي سهمه و في الأجر بعد

و فتحت حصونها و غنمت
أموالهم بالقهر ثم قسمت

على ثلاثين و ستة أسهم
و كل سهم مائة فليفهم

فقسم النصف لفارس على
ثلاثة والرَّاجل السهم انجلا

وذاك بعد الخمس ثم فصلا
فيها ابن اسحاق الذي قد أجملا

و أسهم النبي لبعض ما شهد
لكن بإذن الشاهدين فاعتمد

و النصف قد أعد للنوائب
كالوفد والعدة فافهم تصب

و عامل النبيُّ أهلها على
شطر و إن شا فعليهم الجلا

و حرِّمت فيها لحوم الحمر
أعني به الإنسية افهم وأْثر

و أطعم السم رسول الله في
شاة بإذن الله منه قد كفي

و كان بعدها قدوم جعفر
ومن معه منهم وفد الأشعري

و في رجوع بصفية بنا
و هي أمُّ كل من قد آمنا

و فيه أيضًا حصره وادي القرى
و فتحه وقسم مغنم جرى

و عامل اليهود فيه مثلما
عامل أهل خيبر و حينما

جاء النبا يهود تيما بذلوا
صلحًا بجزية كذا قد نقلوا

و فيه إشكال إذ الجزية في
تاسع عام شرعت فليعرف

و فدك ممَّا أفاء الله
على رسوله و مصطفاه

كذا بها سرية الصديق
إلى فزارة و للفاروق

سرية إلى هوازن كذا
سرية لابن رواحة خذا

إلى يسير بن رزام الغادر
و أخذوا أخذ العزيز القادر

بعث إلى جهينة و قتلا
فيها أسامة الذي قد هللا

كذا أبو حَدْرد نحو الغابه
فعاد غانما بلا كآبه

كذا سرية الذي قد أمرا
من معه دخول نار سجرا

قال النبي في ذاك ليس لأحد
طاعة في معصية الله الصمد

و كان فيها عمرة القضاء
كما مضى العقد بلا مراء

وفي رجوعه الرسول قد نكح
ميمونة وهو حلال في الأصح

و بعث النبي سرية إلى
بني سليم و بها رد على

ابن الربيع زينبًا بالعقد
الأول عند علماء النقد

السنة الثامنة من الهجرة

أسلم فيها عمرو بن العاص مع
خالد عثمان بن طلحة ووقع

بعث شجاع بن وهب الأسدي
إلى هوازن ففا بالرشد

وبعث كعب بن عمير لبني
قضاعة واستشهدوا فاستبن

وكان في أولى جمادي منها
غزوة مؤتة فحققنها

و زيد مع جعفر فيها استشهدا
و ابن رواحة فنعم الشهدا

و أخبر الرسول باستشهادهم
من قبل أن يجيء مخبر بهم

و فتح الله لهم على يد
خالد سيف الله غير مغمد

و بعث عمرو ولد العاص إلى
ذات السلاسل هنا قد نقلا

و قد أمده الرسول آخرا
بعصبة المهاجرين أمرا

عليهموا أمين هذي الأمه
أبو عبيدة بنص السنه

و فيهم الصديق والفاروق ثم
إذ لحقوا عمرًا غدا أميرهم

و جنبًا صلى بهم عمرو لما
كان من البرد شديدًا مؤلما

و قد أقره الرسول حينما
أخبره بعذره فليفهما

ثم سرية لسيف البحر
عليهموا عبيدة في الأمر

و كان فيها قصة الحوت كما
جا في الصحيحين بإسناد سما

هذا و لما أن أراد الله
إنجاز وعده لمصطفاه

بفتح مكة كما قد أنزله
في سورة الفتح بلا مجادله

عدا بنو بكر على خزاعه
ونكثوا الميثاق تلك الساعه

وساعدوهم من قريش السفها
بغيًا وعدوًا ليس فيهم من نهى

فأخبر الرسول عن ذا الأمر
ثم غزاهموا جزاء الغدر

في عشرة الآلاف فيما أثرا
و قيل بل قد سار في اثني عشرا

مخرجه لليلتين خلتا
من رمضان هكذا قد ثبتا

و ثبت الفطر بأثناء السفر
من فعله ثم به الجيش أمر

و الله أخفى عن قريش الخبر
حتى أتاهم النبي على قدر

و دخل الرسول فيها ساجدا
شكرًا لذي العرش على فتح بدا

و ركز الراية بالحجون
فكان فتحًا قرة العيون

فتحًا به كسرت الأصنام
و الشرك ذل وعلا الإسلام

فتحًا به استبشر أجمع الأنام
و طهر الله به البيت الحرام

و خطب النبي ثم أطلقا
قريشًا إذ ذاك وسمّوا الطلقا

و دخلوا في السلم منقادينا
لكل حكمه ومذعنينا

وكل أمر جاهلي وضعه
ورد حكمه إلى ما شرعه

و أخبر الأمة أن الحرما
حرمته عادت كما تقدما

و للنبي ما حل إلا ساعه
و هو حرام لقيام الساعه

و أرسل الرسول خالدًا إلى
جذيمة ليس لهم مقاتلا

بل داعيًا فلم يعوا الإسلاما
قالوا صبأنا فاستباح الهاما

ضربًا وأسرًا فانتهى الأمر إلى
محمد الرسول ثم أرسلا

لهم عليًّا فودي من قتلا
منهم ورد مالهم و أكملا

وقد تبرأ الرسول معلنا
من صنع خالد بهم وما جنى

و بعد ذا أرسله ليهدما
لصنم العزى فلما هدما

و عقرت شيطانه ثم غنم
ما كان من مال بيته علم

و مكث الرسول باقي الشهر
بمكة مع قصره و الفطر

و أمر المقيم بالإتمام
كذاك لا عذر من الصيام

و للفراش قد قضى بالولد
كما استبان في الحديث المسند

و حرمت شفاعة الحدود من
بعد بلوغها الإمام فاستبن

و بعدها غزا هوازنًا و في
ذاك حُنينًا يومه غير خفي

و كان فيها بعض من تؤلفا
فانجفلوا عن الرسول المصطفى

و قوله أنا النبي لا كذب
منتسبًا أنا ابن عبد المطلب

و معه أكابر الأخيار
من المهاجرين و الأنصار

ناداهم العباس حين أمره
يا آخذي البيعة تحت الشجره

فانحدروا كل يؤم الصوتا
وآثروا على الحياة الموتا

فعند ذلك الوطيس قد حمي
و اشتد في معركة المزدحم

ثم رمى الرسول بالحصباء
وجوههم أي أوجه الأعداء

فانهزموا إذ ذاك مدبرينا
و تركوا الأموال و الأهلينا

و أصبحت للمسلمين مغنما
و للخيول و الرجال أسهما

و بعدها الطائف شهرًا حوصرا
و لم يكن فتح لأمر قدرا

و هو قدومهم بثاني العام
جميعهم سعيًا إلى الإسلام

و في رجوعه الرسول أطلقا
سبي هوازن كما قد حققا

و قسم الأموال ثم آثرا
قومًا تألّفًا لهم بما يرى

لم ينل الأنصار شيئا منها
بحيث كانوا أغنياء عنها

فالناس يرجعون بالحطام
و هم بحوز سيد الأنام

واعترض المنافقون و الجفاه
عليه في قسمته بما رآه

لكن على أذاهمو قد صبرا
و ما إليه نسبوا منه برا

و بعدها أهل بالعمرة من
جعرانة و سميت بها فدن

في شهر ذي القعدة من غير مرا
و لم يحلق النبي بل قصّرا

ثم انثنى منها إلى المدينةِ
فيما بقي من بعض شهر الحجةِ

السنة التاسعة من الهجرة

كان بها غزو تبوك في رجب
و قصده الروم فإذ ذاك انتدب

معه ثلاثون من الآلاف
مقاتلون كلّ ذي خلاف

وابن سلول عنه قد تخلفا
في حزبه وبعض من قد خلفا

عذرهم الحاجة إذ لم يجدوا
نفقة وآخرون وجدوا

لكن لبطئ نية تأخروا
مثل الثلاثة الذين ذكروا

و آخرون أغنيا فاختاروا
تخلفا ما لهم اعتذار

و رغب النبي ذوي اليسار
في أن يجهزوا ذوي الإقتار

و قد أتى أن ابن عفان على
ثلاثمائة بعير حملا

كلا مع الأحلاس و الأقتاب
و كل لازم بلا ارتياب

و لعلي الرسول استخلفا
في أهله من أجل ذا تخلفا

أنزله النبي ذو التكريم
منزل هارون من الكليم

لا في النبوة التي قد ختما
بناؤها بأحمد و تمما

فلا نبيّ بعده و مدعي
ذا كافر مع مؤمن به فع

و أهلَ أيلة الرَّسولُ صَالَحَا
و أهل جرباء و أهل أذرحا

و لأكيدر النبي قد أرسلا
خالد ثم صلحه قد نقلا

أقام عشرين و بعدها قفل
لدار هجرة وبأسًا لم ينل

و كان في طريقه قد راموا
فتكًا به الأخابث اللئام

من المنافقين لكن قد كفي
منهم بإذن الله ذي الوعد الوفي

و افتضحوا قضية لا تستر
و لعذاب في الجحيم أكبر

و مسجد الضرار أيضًا هدما
لأمره بذاك حين قدما

وتاب ذو العرش على من صدقا
من المخلفين لا من نافقا

و للثلاثة الذين خُلّفوا
طول حديث في الصحيح يُعرف

و بعدها في رمضان قدموا
وفد ثقيف للنبي فأسلموا

و بعث الرسول معهم من هدم
طاغوتهم وبيت ماله قسم

وأمر النبي على الحج أبا
بكر وبعده عليّ صحبا

مبلّغًا عن الرّسول أوّلا
سورة توبة ليتلوها على

مجامع الناس لدى المواسم
ولا يحج بعد غير مسلم

ولا يحلّ أن يطوف أبدا
بالبيت عريان كذاك أسندا

وكثر الوفود في ذا العام
لرغبة الدخول في الإسلام

فلنسرد الآن الذي تيسّرا
مبين سابق وما تأخرا

و فد تميم ثم فيهم نزلت
في الحجرات آيتان إذ علت

أصواتهم على النبيّ بالندا
و وفد عبدالقيس لكن قد بدا

أن قدومهم على الأصح
على النبيّ كان قبل الفتح

ثم بنو حنيفة و فيهموا
كذابهم وأمروا أن يهدموا

بيعتهم مع اتخاذ المسجد
مكانها للصلوات فاقتد

و وفد نجران وفيهم نزلا
من ابتداء آل عمران إلى

رأس ثلاث وثمانين و قد
صالحهم نبينا كما ورد

وفد بني عامر فيهم عامر
أصابه الطاعون و هو غادر

و معه أربد في المشاققه
فأرسل الله عليه الصاعقه

فأهلكا جزاء ما قد أجرما
و أسلم الباقون من قومهما

و أنزلت في ذلك الآيات
من سورة الرعد مبينات

ثم ضمام ذو الفلاح وافدا
عن قومه سعد بن بكر فغدا

أبرك وافد بحيث أسلموا
من يومهم كلا وما تلعثموا

و وفد طيء مع زيد الخيل
و أسلموا لله دون ميل

قدوم نجل حاتم وهو عدي
بعد فراره إلى الحق هدي

و وفد دوس و هو فيما ثبتا
بخيبر حيث الطفيل قد أتى

إلى النبي بمكة و أسلما
ثم دعا دوسًا إلى أن تسلما

كذا قدوم الأشعريين الغرر
و هم أُهيل الهجرتين بالأثر

إذ هاجروا إلى النجاشي أولا
ثم ليثرب بخيبر تلا

وابن مسيك فروة المرادي
أي وافدًا عن قومه مراد

و وفد عمرو بن معد يكربا
خلفًا لنا في كونه قد صحبا

كذا قدوم صرد في الأزد
و وفد الأشعث بن قيس الكندي

رسل ملوك حمير بأنهم
قد أسلموا بلا امتراء كلهم

وذاك حين قدم الرسول من
تبوك والكاتب عنهم ذو يزن

و كتب النبي لهم كتابا
و بيّن الأحكام و النصابا

و هو كتاب عمرو بن حزم
و ذاك أصل عند أهل العلم

و جاء مسلمًا جرير البجلي
كذاك مقدم ابن حجر وائل

وفد أبي رزين العُقَيلي
و هو راوي النّبا الطويل

و هو حديث واضح التبيين
فيه كثير من أصول الدين

زياد بن الحارث الصدائي
و فدًا أتى عن قومه صداء

و الحارث البكري إذ يشكو الملا
و ابن أبي عقيل جاء في الملا

قدوم طارق بن عبد الله
مع قومه فأسلموا لله

قدوم فروة الجذامي مسلما
و قتلته الروم لما أسلما

كذا تميم بن أوس الداري
إذ جاء مسلمًا بلا إنكار

وفد فزارة و وفد أسد
ومنهموا وابصة بن معبد

وفد بني عبس قُبيل الفتح
بل إنهم لا شك قبل الصلح

وفد بني مرة واستسقى النبي
لهم لكونهم في أرض جدب

وفد بني ثعلبة في سنة
ثمان و الرسول بالجعرانة

وفد بني محارب في عشر
في حجة الوداع دون نكر

وفد بني كلاب ثم سلّموا
على النبي تحية و أسلموا

وفد بني رؤاس من كلاب
ثم بني البكا بلا ارتياب

وفد بني عقيل بن كعب
كذا بنو قشير بن كعب

وفد كنانة و وفد أشجع
بأهله هم عقب الفتح فع

وفد بني سُليم قبل الفتح ثم
قد شهدوه و حنينًا كلهم

وفد بني هلال بن عامر
وفد بني بكر وتغلب دري

وفد تجيب من أهيل اليمن
و وفد خولان بعشر فافطن

و وفد جعفي ووفد الأزد
و كان فيهم من خصال الرشد

وفد بني سعد هذيم وفد
بهرًا و وفد عذرة و بعد

وفد بلي و فيهم السائل عن
ملتقطٍ ما حكمه و ما يسن

و وفد غسان بعام العاشر
و كتموا إيمانهم في الأثر

و وفد غامد بعشر قدموا
والنخع آخر الوفود يعلم

في حادي العشرة في المحرم
و أسلموا من قبل ذاك فاعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله-الجزء الثاني-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله-الجزء الأول-
» نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله-الجزء الأخير-
» رسالة الشيخ ابن باز في حكم من كتب (صلعم) بعد ذكر محمد صلى الله عليه وسلم
» حول حديث: يوشك أن تتداعى عليكم الأمم للعلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
» وجوب التفقه في الحديث مقال للشيخ الألباني رحمه الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهل القرآن. :: الأقسام العامة :: تاريخ إسلامي-
انتقل الى: