السنة العاشرة من الهجرة
1- فيها النبيّ أرسل خالدا إلى
نجران ثم أسلموا وأقبلا
2- خالد مع وفدهمو فآبوا
في صدر ذي القعدة لا ارتياب
3- و بعث النبي عليًّا لليمن
من قبل حجة الوداع فاعلمن
4- و أدرك الحج مع النبي ثم
عاد لصحبه ليستقبلهم
5- كذا أبو موسى بن قيس الأشعري
معه معاذ عاملين فأثر
6- لليمن الميمون ثم أمرا
بأن ييسّرا ولا يعسّرا
7- و أن يبشّرا ولا ينفّرا
و يتطاوعا على ما أمرا
«صفة حجة الوداع»
8- تقدم القول بأن الحج في
ست أتى الأمر به وقيل في
9- تسع وقيل بل بعام عاشر
وقيل قبل هجرة وذا عري
10- عن حُجة وقصدنا الآن البيان
عن وصف حجة النبيّ كالعيان
11- فبعد أن قد بلَّغ الرسول ما
يفرض في الشرع بيانًا محكما
12- ولم يكن بقي من الدعائم
يحتاج تبيانًا سوى الحج افهم
13- سار النبيّ له بجمع لم يرى
في مثله من قبل فيما أثرا
14- في عام عاشر لخمس بقيت
من شهر ذي القعدة بالسبت ثبت
15- والظهر في يثرب صلى أربعا
والعصر ركعتين بعد دفعا
16- لوادي العقيق ذي الحليفة
وفيه صلى الخمس دون مرية
17- ومنه قد أهل من مسجده
كذاك مع ركوبه من بعده
18- ثمَّ إذا استوى على البيداء
أهل ثالثًا بلا مراء
19- من أجل ذاك اختلفوا أين أهل
كل لما شاهده منه نقل
20- واختلف النقل لما أهل به
على روايات ثلاث فانتبه
21- فجاء أنه أهل مفردا
وكونه تمتعًا قد أسندا
22- وجاء فيه قارنًا وهو الأصح
نحو ثلاثين حديثًا فيه صح
23- والطيب للإحرام كان استعملا
وطاف في نسائه و اغتسلا
24- ورأسه لبّده بالعسل
وأشعر الهدي وتقليد يلي
25- وكان يُعلي الصوت بالتلبية
ويأمر الصحب بدون مرية
26- وبات في قدومه بذي طوى
وفيه صلى الصبح مسلم روى
27- وبعد ذاك مكة قد دخلا
وكان من قبل الدخول اغتسلا
28- وبالطهور في قدومه بدا
وطاف بالبيت وبالركن ابتدا
29- سبعة أشواط ثلاثًا رملا
وما بقي فيه مشى ما رملا
30- مضطبعًا كان ببرد أخضر
مستلمًا في كلها للحجر
31- وبين ركنيه اليمانيين
يمشي جميعها بدون مين
32- لأنه كليهما يستلم
ومشيه لذا روي فليفهم
33- وقد نهى القويّ في استلام
أن يؤذي الضعيف بازدحام
34- فليستلمه خاليًا وإن يرى
زحمة استقبله وكبرا
35- وبعد أن تممه تتميما
جاء إلى مقام إبراهيما
36- وفيه صلى ركعتين وقرا
سورتي التوحيد من غير مرا
37- وعاد بعد لاستلام الحجر
ثم أتى الصفا كما في الأثر
38- ثم تلا الآية وابتدا به
ثم عليه قد رقى فانتبه
39- مهللا مكبرا ثم دعا
ثلاث مرات وبعد ذا سعى
40- منه إلى المروة ثم فعلا
كفعله على الصفا مكملا
41- سبعة أشواط جميعًا رملا
بطن المسيل ومشى فيما خلا
42- وكان في ذا السعي والطواف
يمشي ولا التفات للخلاف
43- هذا ولما أن أتمّ السعيا
آذن من لم يك ساق الهديا
44- بالحلق والتقصير وليحلوا
وما بالإحرام حرام حل
45- فقيل هل هذا لنا أو للأبد
أجابهم نبينا بل للأبد
46- وكان ذاك رابع الأيام
من شهر ذي الحجة لا إيهام
47- وقد أقام أربعا لم يطف
بالبيت غير ذا الطواف فاعرف
48- والقصد ذكر فعله لا المنع من
طواف من شاء متى شاء فدن
49- ويوم ثامن إلى منى دفع
بعد الزوال في الخميس ذا وقع
50- مع كل محرم ومن قد كان حل
أمره إذ ذاك بالحج أهل
51- والظهر ثم العصر والمغرب به
صلى كذا العشا وفجر فانتبه
52- ودفعه بعد طلوع الشمس في
تاسع ذي الحجة غير منتف
53- وقال في نمرة إلى الزوالْ
ثم أتى الوادي راكبا فقالْ
54- خطبته هناك ثم أذنا
بلال وابتدا بأخرى فهنا
55- كان انتهاؤها مع انتهاء
من الأذان دونما مراء
56- ثم أقام لصلاة الظهر
ثم أقام بعدها للعصر
57- ثم أتى من بعد ذاك الموقفا
واستقبل القبلة من غير خفا
58- وكان عند الصخرات جاعلا
بين يديه في الوقوف الجبلا
59- وراكبًا كان وكان مفطرا
لشربه الحِلاب فيما أثرا
60- وأنزلت عليه إذ ذلكمو
{اليوم أكملت لكم دينكمُ}
61- ولم يزل وقوفه مع الدعا
حتى إذا كان الغروب دفعا
62- من عرفات مردفا أسامه
وشانقًا مركبه زمامه
63- ويأمر الناس بأن لا يسرعوا
وقال ليس البر في أن توضعوا
64- حتى إذا ما جاء جمعًا نزلا
وأسبغ الوضوء نصًّا نقلا
65- وبالأذان عند ذاك أمرا
ثم أقيم مغرب بلا مرا
66- ووضعوا رحالهم ثم أقام
أي للعشاء ثانيًا بلا ملام
67- ولم يكن بينهما قد سبّحا
وجاء نص في البخاري أفصحا
68- فيه بتأذين لكل منهما
وذكر التسبيح ما بينهما
69- لكنه على ابن مسعود وقف
والراجح المرفوع فاجزم لاتقف
70- وقدم النبي بعض الثقل
ليقفوا ويدفعوا بالليل
71- ولم يكن لغير ثقل رخصا
في ذلكم لكن بهم قد خصصا
72- هذا وقد صلى النبي الفجر مع
بزوغه مبادرًا حين طلع
73- وركب القصوى وجاء المشعرا
مازال واقفًا إلى أن أسفرا
74- وكان في موقفه مستقبلا
محمدلاً مكبرًا مهللا
75- وحينما أسفر جدًّا دفعا
قبل طلوع الشمس ثم أسرعا
76- حين أتى محسرًا وكان قد
أردف معه الفضل فافهم ماورد
77- ولحصى الرمي هناك قدّرا
مثل حصى الخذف لهم مفسّرا
78- وسلك النبي الطريق الوسطى
للجمرة الكبرى كما قد خطّا
79- ثم رمى بالحصيات السبع مع
كل حصاة منه تكبير وقع
80- من باطن الوادي يمينه منى
والبيت عن يساره تيقنا
81- وبعد أن رمى لبدنه نحر
ستين بعدها ثلاثًا وأمر
82- بنحر باقيها عليًّا وله
أشرك في الهدي وقد وكله
83- على اللحوم والجلال منها
تقسيمها كلا وليس منها
84- شيئًا لجزار وقد أعطاه
من عنده الأجرة أخرجاه
85- وكان قدر ذلك الهدي مائه
من إبل قد صح فاعلم نبأه
86- ومن جميعها ببضعة أمر
تطبخ كي يأكل منها في أثر
87- فأكلا منها وبعد نحره
حلق رأسه فنصف شعره
88- فرقه في الصحب مسلم روى
ذا وأبو طلحة نصفه حوى
89- وبعد ذاك لبس الثيابا
مستعملاً للطيب لا ارتيابا
90- ثم أفاض بعد ذا للكعبةِ
وطاف راكبا بدون مريةِ
91- ثم بماء زمزم تضلّعا
وفيه بين المروتين ما سعى
92- وهكذا من كان معه قارنا
أو مفردًا وكان بالهدي اعتنى
93- أما أولوا الفسخ ومن تمتعا
فإنه مع ذا الطواف قد سعى
94- ذا صح عن عائشة في مسلم
وفي البخاري ولديه فاعلم
95- عن ابن عباس حديث آخر
لما روت عائشة مفسر
96- والظهر صلاها بمكة على
رواية وفي منى الأخرى انجلا
97- كلاهما نص الصحيح قد تلا
من أجل ذاكان اختلاف من خلا
98- بين مرجح لإحدى تين
وقائل صلاة مرتين
99- وخطب النبي يوم النحر
وودع الأمَّة نصًّا فادر
100- وقال موقف جميع عرفه
كذاك جمع لا يخص موقفه
101- كذا منى صارت جميعًا منحرا
لا بمكان نحره منحصرا
102- وترك ترتيب لمن لم يشعر
لم يأت فيه حرج فاعتبر
103- كحالق والهدي لما ينحر
والنحر قبل الرمي بالجهل اعذر
104- هذا وقد بات النبي في منى
ليالي التشريق نصًّا بيّنا
105- يرمي الثلاث الجمرات كلها
في كل يوم للزوال فادرها
106- وعند أولاها ووسطاها وقف
يدعو طويلاً ولدى الأخرى انصرف
107- وأوسط الأيام من منى خطب
مذكرًا مودِّعًا بلا ريب
108- وقد روي بأن فيه نزلت
سورة نصر بالوفاة آذنت
109- واستأذن العباس أن يبيت في
مكة للسقي الذي به حفي
110- كذاك للرعاة قد رخص أن
يرموا ليومين بيوم فاعلمن
111- من بعد رميهم ليوم النحر
وبعد ذا يرمون يوم النفر
112- ولم يكن في نفره تعجلا
بل نفره ثالث يوم نقلا
113- والعصر قد صلاها بالمحصب
كذا العشاءين افهمنه تصب
114- وبات فيها ثم لما كان من
آخر ليلة أفاض فاستبن
115- للبيت فيه الصبح صلى وتلا
سورة {والطور} افهمن ما نقلا
116- وطوفت بالبيت أم سلمه
راكبة ورا الصفوف فاعلمه
117- وطاف بعد وأتى الملتزما
ثم دعا الله بما قد قسما
118- وكان مخرج النبي من كُدا
أسفل مكة بضم قد بدا
119- وخطب الناس بماء قد دعي
غدير خم عظة لهم فع
120- وبكتاب الله أوصى فاعتصم
وأهل بيته كذا أوصى بهم
121- وقال من مولاه كنت فعلي
مولى له فلا تكن بمعزل
122- وهذه الخطبة عنه اشتهرت
عن صحبه من طرق قد كثرت
123- ولم يكن فيها لشيعي غوي
من حجة قط على ما قد هوي
السنة الحادية عشرة من الهجرة
124- قد استهلت فادر بعدما استقر
بطيبة رحال سيد البشر
125- في صدرها بعث أسامة إلى
أرض فلسطين ولكن نزلا
126- أثناء ذاك بالرسول ما نزل
فكان عند ذلك الخطب الجلل
127- أثنا ليال قد بقين من صفر
وقيل في صدر ربيع الأغر
128- وزار بالليل بقيع الغرقد
مستغفرًا لهم وفي الصبح ابتدي
129- به ومع ذا كان في زوجاته
يدور بالقسم على عاداته
130- وعندما اشتد به استأذنهن
في أنه يكون عند خيرهن
131- عائشة هي ابنة الصديق
وقد أذن فادر بالتحقيق
132- وكان في أيام شكواه يؤم
أصحابه بأمره صديقهم
133- حتى إذا ما كان خفة وجد
في الظهر عن يسار صديق قعد
134- ثم بهم صلى إمامًا في الأصح
عنه أبو بكر مبلغًا وضح
135- وذاك في يوم الخميس ثم لم
يخرج إليهم للذي به ألم
136- حتى إذا كان صلاة الصبح من
نهار الاثنين بنص لم يهن
137- بدا لهم بوجهه وقد أمر
لهم بإتمام الصلاة و استتر
138- وكان في تلك الضحى الوفاة
ومن وصية النبي الصلاة
139- ومُلك الإيمان و ألا يُتخذ
قبر الرسول مسجدا كما اتخذ
140- من قبلنا اليهود والنصارى
قبور أنبيائهم جهارا
141- ولا يقر في جزيرة العرب
دين سوى الإسلام فاحفظه تثب
142- وارتاب بعض الصحب في وفاته
وظل طامعًا بقا حياته
143- حتى أتى الصديق بالثبات
وصادق العزم و الاستثبات
144- فقام في الناس خطيبًا لهمو
وكل مشكل أزاح عنهمو
145- وبايع الناس على الكتاب
وسنة النبي بلا ارتياب
146- و شرعوا بعد بتجهيز النبي
و أسند الأمر إلى الأقارب
147- وهم علي مع عمه العباس
والفضل مع قثم بلا التباس
148- كذا أسامة بن زيد الأمير
وصالح مولى نبينا النذير
149- ومعهم أوس من الأنصار
وكان بدريًّا بلا إنكار
150- ولم يجردوه بل في ثوبهِ
قد غسلوه يدلكونه بهِ
151- بالماء و السدر و جففوه
و بعد في الأكفان أدرجوه
152- كفن في ثلاثة أثواب
من كرسف بيض بلا ارتياب
153- بلا قميص لا و لا عمامه
على الأصح فالزم ائتمامه
154- وبعدها صلوا بلا إيهام
عليه أفرادًا بلا إمام
155- وفي مكان موته قد دفنا
ليلاً كذا اللّحد له تعينا
156- وفرشوا قطيفة حمراء له
ونصبوا اللبن بلا مجادله
157- وغاسلوه قبره قد نزلوا
لا قثم أسامة لم ينزلوا
158- وكان دفنه بلا مراء
فيما روي ليلة الأربعاء
159- وعمره ثلاث مع ستينا
إذ عاش قبل الوحي أربعينا
160- ثمَّ ثلاث بعدها يوحى إليه
من قبل أن يفرض تبليغ عليه
161- وقام بالتبليغ عشرين سنه
حتى أتمَّ دينه وأحسنه
162- ولم يورِّث درهمًا كلا ولا
دينارًا احفظ وافهمن ما نقلا
163- بل ورَّث الوحيين نورًا وضيا
كذاك علم الدِّين إرث الأنبيا
164- صلَّى عليهم ربُّنا و سلَّما
والآل والصحب وتابعٍ سما
165- وتمَّ بالإجمال نظم السيره
على اختصار قاصدًا تيسيره
166- وبعده يتلو بإذن الله
نظم شمائل النَّبي الأوَّاه
167- و الله أرجو العون والتوفيقا
ودفعه المانع و التعويقا